لاجئون عراقيون.. ينهون زواجهم بطابع أوروبي

817

ذوالفقار يوسف/

مصاعب ومشاق كبيرة ترافق رحلة الهجرة الى اوروبا طلبا للجوء.. حلم كبير يؤطره طموح بحياة رغيدة يحول دونها بحر ايجة أو زورق الموت أو السير الاف الكيلومترات في الغابات.. حنان الشابة ذات الـ 26 ربيعا ذكرت زوجها بتلك الرحلة التي تجشمت عناءها في طرقات مجهولة وخطرة، تتسابق فيها الأرجل وتتصاعد الأنفاس، كل ذلك لأجل طموحه في الوصول لاوروبا ، لكن كان قراره الاخير بطلاقها، فقد كانت نيته التخلي عنها لاجل احدى الفتيات الاوروبيات انفصال وهجر

وما ان وصلنا الى دولة السويد، لم يطول الامر سوى عدة اشهر، لاتفاجأ بانه يعيش قصة حب مع فتاة سويدية، هذا ما قالته حنان (29 عاماً) بحسرة وندم، مضيفة بان زوجي وقف بصلابة ضد جميع من رفض زواجه بي، وهذا الموقف جعلني اوافقه دون ممانعة، فتركت خلفي كل شيء عندما قرر الهجرة الى اوروبا، لطلب اللجوء، لكن ما وصلنا دولة المهجر قرر الزواج من اوروبية ثم طلقني وترك لي طفلين صغيرين، وعشرة دامت اكثر من عشرة اعوام، من حب وتضحيات ومواقف، انتهت بانفصال وهجران في الغربة.

مستقلة

تروي هالة (34عاماً) على مسامعنا قصة انفصالها عن زوجها، قائلة انفصلت من زوجي بعد زواج دام لاكثر من خمسة اعوام، ولي اسباب لفعل ذلك، مضيفة بأنه لم يكن يعاملني كامرأة متعلمة لها شهادة جامعية، حيث رفض عملي عندما وصلنا لالمانيا، ومع قبول اللجوء هناك، ومعرفتي بحقوقي كامرأة، قررت الانفصال، والان لدي حياة متكاملة، فقد وجدت عملا في احد المتاجر، واقوم حالياً بدراسة اللغة الالمانية.

طبخ وغسيل

ما زالت حقوق المرأة موضوع جدال بين اللاجئين العراقيين في أوروبا، حيث ترى الباحثة الاجتماعية (حنين الخالدي)، أن “هذه البلاد تعد فرصة لكل امرأة للحصول على حقوق لم تكن لتحلم بها، في البلاد العربية، لكن الخالدي تأسف لنسبة حالات الطلاق بين اللاجئين، وتلفت إلى ان “نساء كثيرات انتظرن لمّ الشمل قبل الافصاح عن رغبتهن في الطلاق، فالحرية لا تناسب بعض النساء، فالكثيرات لسن معتادات عليها وسيستعملنها لاهانة الرجل والتخلي عنه وعن الأطفال”، مضيفة ” بان هناك الكثير من النساء قمن بطلب من ازواجهن، ان يكونوا كالاوروبيين في بيوتهم، فهم يطبخون ويغسلون ويعملون كما تعمل المرأة بالضبط، ويتساوون مع المرأة في كل شيء، فالقانون في الدول الأوروبية ينصف الطرفين، الا انه يرجح الكفة للنساء.

مناصرة أم تحريض

تطل علينا من خلال هذا الاطار المترجمة (زينة عبد)، موضحة لنا الاسباب التي تدفع اللاجئين الى أن يطلبوا الانفصال عن ازواجهم، حيث تقول” ان المرأة الواعية هي المرأة الاكثر ثباتاً وتمسكاً بزوجها، فصعوبة العيش في بدايات اللجوء، كالسكن في معسكرات اللاجئين والغرف المشتركة، وقلة الموارد التي اعتادوا عليها في بلادهم، تكون سبباً في جعل المرأة تطلب الانفصال، حيث يُفرض العيش مع الزوج تحت سقف واحد، وعدم التواصل بين الزوجين بالمحيط الخارجي، وتقييدهم بالمكان نفسه، يجعل من المشاكل تتفاقم وقد تصل حد الطلاق، مضيفة بان مناصرة المرأة بشكل عجيب في المجتمعات الاوروبية، كان له السبب في جعلها تتمرد في بعض الاحيان، وان تكسر الروتين التي اعتادت ان تعيشه في بلدها العربي، فالدولة تشجع المرأة على الطلاق ان كانت تملك الرغبة بذلك، وان كثيرا من منظمات الدفاع عن حقوق المرأة ومكاتب النصح والارشاد بما فيها الكنائس، تساعد المرأة في طلب الانفصال دون اية مراعاة لاحقية الترابط الاسري.

مركز قوة

ترى الباحثة الاجتماعية، نينا باشيل، أن حالات الطلاق بين اللاجئين العراقيين عادية كأي مجتمع، الا ان غير العادي حسب رأيها هو ان تقدم الزوجة على هذه الخطوة، وان الظروف الاجتماعية هي احد اهم الأسباب التي تدفع بالزوجات الى طلب الطلاق في اوروبا، حيث ان وضع المرأة هناك أكثر قوة، والاكيد أن العراقيات اللواتي اقدمن على طلب الطلاق عانين خلال فترة الزواج في صمت، وتضيف بأن المجتمع العراقي مختلف عن الاوروبي الذي يرى الطلاق حقا للجميع، ومادام عنصر الاستقرار أصبح مستحيلا وان هؤلاء الزوجات بدأن الان يركزن على ذواتهن بالدرجة الأولى، فهن سيدخلن في مقارنة مع نساء أخريات يتمتعن بحقوقهن الكاملة في ابداء الرأي والعمل، والاستقلالية عن العائلة، التي أقصد بها هنا أم الزوج او الاقارب الذين يشكلون العائلة الكبيرة.