لماذا ترتدي النساء الكعوب العالية؟
ترجمة: ثريا جواد /
“سمر برينان” مؤلفة كتاب (الكعوب العالية) كتبت: إن علاقة المرأة بارتداء الكعب العالي أزلية وقديمة ومعقدة في نفس الوقت. ورغم كل ذلك فهو من الأكسسوارات المفضلة بالنسبة لها، فلا تكاد تخلو خزانة أية امرأة من الأحذية ذات الكعوب العالية وارتداؤها رمز للأنوثة والشعور بالسلطة والقوة ولكن بطريقة أنثوية.
أرباب العمل
أصبح ارتداء الكعب العالي في وقتنا الحاضر أمراً مهماً جداً بالنسبة للنساء، هذا ما ذكرته (برينان): إنه حذاء للأحداث والعرض والأداء والسلطة والحضور في بعض البيئات وفي بعض المناسبات، عادة ما يكون الأكثر رسمية ومطلوباً.. أصبح ارتداؤه يشبه ارتداء ربطة العنق التي لا يمكن التخلي عنها بالنسبة للرجال في المناسبات الرسمية وغير الرسمية، وغالباً ما يتم إجبار النساء من قبل أرباب عملهن على ارتداء الأحذية ذات الكعب العالي من أجل حضور العمل والوظائف ذات الصلة في جميع أنحاء الطيف الوظيفي، من النادلات في لاس فيغاس إلى المحاسبات في برايس ووترهاوس كوبرز وغيرها.
الكثير من القوة
تقول برينان: عملت في الأمم المتحدة في مكان يتجمع فيه الأقوياء، إنه مكان للدعاوى والعلاقات والتنانير القصيرة والبلوزات الحريرية والخطب الطويلة. كانت هناك صورة في ذهني عن نوع معين من النساء، مهني- أنثوي، أردت تجسيده، رأيت هؤلاء النساء يومياً سنة بعد أخرى ومن كل أنحاء العالم يجلسن خلف الكواليس على قاعات السلطة، على مقاعد في غرفة السيدات، يتنقلن ويخرجن بأحذية مريحة وغير مريحة ذات كعوب عالية قوية براقة متنوعة مابين أحذية ذات طباعة ليوبارد (الفهد) او الأرجواني والمخملي والأسود اللامع المطلي بالورنيش الياباني الشهير، وكثيراً ما تم تهريبها إلى داخل المبنى وخارجه في حقائب اليد مثل الأسلحة. وأضافت: كنت أرتدي الكعب العالي كل يوم تقريباً عندما كان لدي متسع من الوقت في حياتي في مدينة نيويورك عندما كنت أعمل في مكتب رسمي، لم يكن يمثل لي ارتداء الكعب العالي أي اهتمام خاص فيما عدا حقيقة أنني أحببته وارتديته، وأنا عن نفسي لم يكن لدي الكثير من القوة.
السجّاد الأحمر
أصبح ارتداء الحذاء ذي الكعب العالي مصدراً للطموح وتصدّر أغلفة الصحف والمجلات والسير على السجاد الاحمر وعروض الجوائز في حفلات الأوسكار، وقاعات مجالس الإدارة، وقاعات المحاكم، ومباني البرلمان، ومحاضرات المناقشة. ووفقاً لصناعة (الهوس الجنسي) fetish industry، البالغة من العمر 150 عاماً، فقد كان ينظر لارتداء (الكعب العالي) باستمرار على أنه حذاء لممارسة الجنس.
تاريخ الكعب العالي
وُلدت الأحذية المرتفعة الحديثة في باريس التي أعادت اختراعها للأزياء الغربية باعتبارها الكعب العالي الكلاسيكي الذي نعترف به اليوم.
الكعوب العالية في البداية صممت خصيصاً للرجال وكانت هي الأولى في القرن السابع عشر في زمن الملك لويس الرابع عشر وهي مستوحاة من أحذية ركوب الخيل في الشرق الأوسط ، والتي صنعت بكعوب عالية وتعد أفضل وسيلة لتثبيت قدم الراكب ولحماية الأحذية المكسوة بالحرير ولتجنب الطرق والحفر في الشوارع وعادة ما ترتدي الكعوب العالية طبقة النبلاء لتمييزهم عن عامة الشعب ولإبراز قوتهم وتعاليهم على الآخرين.
وضع الفرنسي (ديور روجر فيفييه) في الخمسينات قضباناً صلبة
في الكعب ورفع طوله إلى ثلاث بوصات أو أكثر، وشجع النساء العاديات على ارتدائه في الحياة اليومية. وهكذا، في حقبة ما بعد الحرب، عندما عادت مؤخراً القوة العاملة النسائية الطارئة إلى المطبخ، ظهر نموذج الكعب العالي المعاصر.
بداية صنع الحذاء ذي (الكعب العالي) خصيصاً لأمثال (جوزفين بيكر) ممثلة وراقصة ومغنية أميركية سوداء حازت شهرة واسعة النطاق في فرنسا ونالت لقب صاحبة أجمل سيقان فى العالم في العام 1925 وكذلك الملكة إليزابيث الثانية منذ ثلاثينات القرن الماضي.
أجاب مصمم الأحذية الفرنسي كريستيان لوبوتان، عندما سئل عما يجده الرجل جذاباً لامرأة ترتدي (الكعب العالي): الحقيقة هي أن البطء، أي تباطؤ المرأة، يعطي الرجل المزيد من الوقت للنظر إليها!
أفلام
في فيلم Bad Feminist، تدافع الكاتبة “روكسان جاي” عن أشياء (أنثوية- نمطية) مثل حبها للون للوردي وتقول: هل يمكننا المطالبة بالسلطة كنساء دون التشويه بالفتاة؟ ألا يمكن إنقاذ الأنوثة الثقافية من الاضطهاد؟
نساء عاملات
ما يزال السرد السائد في المجتمع والإعلام يكافح من أجل رؤية النساء كأفراد، ونرى في كثير من الأحيان المثقفات النسويات العامات يتعرضن للإهانة بشكل روتيني لانتقادهن فرادى النساء اللائي يختلفن معه، حتى عندما لا يتم التعبير عن هذا الخلاف بطريقة جنسانية أو جنسية. يأتي الأمر عندما تقاتل النساء حول ما إذا كان ينبغي أن يرتدين الكعب العالي أم لا. عندما لا يُنظر إلى المرأة بشكل كامل على أنها شخص، فإننا جميعاً متشابهون، وانتقاد أحدنا يعني انتقادنا جميعاً.
عن الغارديان