مابين خلطات لحرق الدهون وحيل ابتكرتها النساء تجارب غذائية بنكهة العسل و العلقم!

624

صالح الشيباني/

بعض الناس يفشل في السيطرة على نفسه أمام الطعام، وبعضهم الآخر لا يميل الى الطعام أبداً، هذا التباين ناجم عن اختلاف طبيعة مركز الجوع والشبع ومستوى مادة السيروتونين
“جريمة” دسمة !
يلتزم (احمد عبد الكريم شاكر/ معاون طبي) بحمية غذائية صارمة أثناء ساعات النهار، يتناول الخضار والفواكه الطازجة ويمارس رياضة المشي السريع برفقة زوجته التي تراقب برنامجه الغذائي الصارم بدقة متناهية، وتحرص على عدم ارتفاع ضغط دمه مجدداً بسبب سمنته المفرطة.
يعترف شاكر انه ينتظر نوم زوجته وأطفاله بفارغ الصبر ويتسلل على أطراف اصابعه عند الحادية عشرة والنصف مساء الى خارج شقته ويتوجه الى منطقة الكرادة ليشتري ثلاث (لفات كص( ونصف كيلو بقلاوة، يقوم بالتهامها على عجل ثم يعود بهدوء الى الفراش حتى لا تكتشف زوجته آثار جريمته الليلية الدسمة.
خلطة هندية
منذ سنوات طويلة تمتعت (سمية صابر زكي/ موظفة) بقوام رشيق بسبب خلطة عجيبة من البهارات ساعدتها على تخفيف وزنها وحرق الشحوم المتراكمة في جسدها والحفاظ عليه بشكل دائم، تقول سمية ان هذه الخلطة تتكون من مقدار ثابت (ملعقة طعام مثلا) من الفلفل الأحمر الحار والدارسين والكمون والكركم والثوم المجفف المطحون.
وتضيف انها كانت تعاني في بداية شبابها من الوزن الزائد وصادف ان التقت في فندق الرشيد مع مواطنة هندية اقترحت عليها هذه الوصفة.
وتؤكد سمية نقلاً عن هذا الطبيب الخلطة تساعد في عملية التمثيل الغذائي وتذويب الشحوم والتخلص من الوزن الزائد،
تذويب الكرش
لجأت سعاد حميد/ ربة بيت) الى خطة محكمة لتذويب كرش زوجها ونجحت في ذلك نجاحاً باهراً، تقول: ان اللياقة البدنية لشريك حياتها انخفضت بشكل ملحوظ بعد تضخم كرشه جراء تناول ثلاثة وجبات دسمة فضلا عن طبيعة عمله المكتبي وحركته المحدودة التي فاقمت المشكلة.
وتضيف: كنت اتعمد تأخير الوجبات الرئيسة لمدة تصل الى ربع ساعة على الأقل، حتى يضطر الى تناول السلطة التي اقدمها له اولا، وعندما ينتهي منها اقدم طبقاً كبيراً من الرز فيأكل منه بعينيه فقط لان معدته امتلأت تماماً بالسلطة .
وتؤكد (ر.ت.م) ان كرش زوجها اختفى بعد شهر واحد فقط من تطبيق هذه الخطة والفضل كل الفضل يعود لصحن السلطة المتنوع والمختلف في كل يوم والذي تضيف اليه مواد جديدة، مثل حبات الذرة أو حبوب الرمان أو شرائح الأفوكادو أو مكعبات المانجو فضلا عن القوام الرئيس لها وهو بشكل عام الخس المفروم مع البصل الناعم والطماطة والخل.
عاشق النستلة
يدرك (سليم ابراهيم عاصي/ موظف متقاعد) ان هناك عشرة أطعمة إذا تناولها فلن يشعر بالجوع وسينخفض وزنه بشكل تدريجي ويحصل على جسم متناسق بسبب قدرتها على خداع الدماغ والإيحاء له بان المعدة ممتلئة وليست في حاجة الى مزيج من الطعام، وهو برغم ذلك عاجز عن تفتيت الشحوم المتراكمة في جسمه بسبب عشقه المتزايد لألواح الشكولاته ذات السكريات والسعرات الحرارية المرتفعة.
يقول عاصي ان المكسرات والفاصوليا وأوراق السلطة الخضراء والبيض المسلوق والسمك والبطاطا والشوربة والتفاح والبرتقال وحبوب الشوفان لها تأثير مباشر وسريع لتحقيق الشعور بالشبع، وهو ما ينعكس بشكل ايجابي على أي برنامج للحمية الغذائية، بشرط ان لا يتناول الانسان بعد هذه الاطعمة مواداً دسمة كالسكريات والدهون.
ويضيف: في بعض ساعات الليل والنهار اشعر بحنين جارف الى التهام خمس قطع من (النستلة) أو ربع كيلو من الحلاوة الدهينة أو طبق كبير من الدبس والراشي برغم انني لم اتناول طوال اليوم سوى (اطعمة خداع الدماغ) المذكورة انفاً وهو أمر مؤسف حقاً، ينتابني بعد ذلك ندم كبير، ماذا افعل؟ كيف السبيل الى الخلاص من فخ السمنة؟
ابتكار ذاتي
لم يحرم (سمير أحمد مزبان/ صاحب سوبر ماركت) نفسه من أي طعام يروق له، وراح يتناول الحلويات والمعجنات والخبز الأبيض والخضار والفواكه وكل ما يشتهي ويرغب من مكسرات ولحوم ونشويات اثناء وجبتي الإفطار والغداء، وبرغم ذلك تمكن ان تخفيض وزنه بمقدار (5) كغم في الشهر!.
قلت له: كيف؟ فأجاب ان الحل هو الامتناع عن تناول الطعام بعد الساعة الرابعة عصراً وحتى صباح اليوم التالي مع أهمية مقاومة الجوع المحتمل خلال هذه الفترة بشرب كميات كافية من الماء.
وأضاف ان النوم المبكر وتحديداً عن الساعة التاسعة مساء سيضمن نجاح هذه الطريقة.
جوع وشبع
يتمتع أغلب خبراء علم النفس ومنهم البروفيسور قاسم حسين صالح رئيس الجمعية النفسية العراقية، بجسم رشيق بسبب وعيهم النفسي بأضرار ومخاطر السمنة، وتفاؤلهم الدائم الذي يبعد عنهم الإكتئاب وهو سبب رئيس لزيادة الوزن، وانشغالهم الدائم بهموم الناس، ما يؤدي الى ضعف اقبالهم على تناول الطعام.
يقول صالح ان بعض الناس يفشل في السيطرة على نفسه اثناء تناول وجبات الغذاء، وهناك نوع من البشر لا يميل الى الطعام ابداً، وهذا التباين ناجم عن اختلاف طبيعة مركز الجوع والشبع ومستوى مادة السيروتونين لدى كل فرد، فضلا عن طبيعة التنشئة الاجتماعية الخاصة بالأسرة والمتعلقة بطرق تناول الطعام.
ويعارض رئيس الجمعية النفسية العراقية جميع اساليب خفض الوزن واستخدام المواد الكيمائية لتحقيق ذلك بسبب طبيعة الجهاز العصبي الذي لا يمتلك القدرة على المطاولة، فيصاب الانسان في كثير من الأحيان بالضجر والإكتئاب وينتهي الأمر به الى تناول الطعام بشهية أكبر تعويضاً عن الحرمان الذي رافق الحمية الغذائية القاسية.
وينصح جميع من يرغب في تقليل وزنه بتناول ما تشتهيه النفس من طعام بشرط ان يكون منوعاً ومفيداً وذا مقدار معين، ويدعو ايضاً الى فتح مراكز متخصصة بالعلاج النفسي تعقد جلسات جماعية للرشاقة وخفض الوزن بمشاركة واشراف خبراء في علم النفس والتغذية والطب النفسي.