مواقع الكواكب

257

علي البكري باحث فلكي /

كيف يمكن الاستفادة من علم الكواكب في حياة كل إنسان بعيداً عن الخرافات وأعمال ليست لها صلة بعوالم الجن أو السحر والشعوذة؟ نجد أن الكثير يصور للآخرين أنه يستطيع الاستفادة من قوة الكواكب، لا ندري كيف سيستفيد هؤلاء من هذه الطاقة الهائلة، إذ يجب عليهم أن يفهموا طاقة أنفسهم بشكل جيد، وبذلك لن يحتاجوا إلى طاقة الكوكب.
إن لموقع الكوكب أثراً كبيراً في حياه الناس، وتوجد لدينا دراسات واضحة في ذلك، فعندما أوكلت شركة أر.سي.أي الأميركية إلى (جون نيلسون) مهمة دراسة العوامل التي تؤثر على الاستقبال اللاسلكي، وكان معروفاً في ذلك الوقت أن البقع الشمسية هي المسؤولة عن ظاهرة التشويش، لكن الشركة أرادت أن تصل إلى إمكانية التنبؤ بحدوث هذا التشويش في الاستقبال اللاسلكي بطريقة أكثر دقة.
بدأ نيلسون بدراسة تاريخ الاستقبال اللاسلكي الضعيف منذ عام 1932 فوجد -كما توقع- أنه يرتبط بنشاط البقع الشمسية، لكن الأمر اللافت الذي توصل إليه في دراسته هو أن البقع الشمسية نفسها، وما يصاحبها من تشويش لاسلكي، يحدثان عندما يتواجد كوكبان أو أكثر على استقامة واحدة في اتجاه عمودي على الشمس، أو على امتدادها. بدأ جون نيلسون دراسته على ثلاثة كواكب هي (المريخ والمشتري وزحل)، واكتشف أنه يستطيع، بحساب أوضاع هذه الكواكب، أن يتنبأ بالنشاط المحتمل للبقع بدقة تصل إلى 80 بالمئة، بل وأمكنه بعد ذلك أن يطور وسائل بحثه بطريقة رفعت نسبة التنبؤ الصحيح إلى 93 بالمئة، وهذا اكتشاف أول برهان علمي على تأثير حركة الكواكب على أرضنا.
لقد ثبت أن لحركة الكواكب وأوضاعها أثراً على المجال المغناطيسي للشمس، أو على الأقل أنها مؤشر لما يمكن أن يحدث من تغير في ذلك المجال، وأن تغير المجال المغناطيسي للشمس، بطريقة معينة، يبعث النشاط في البقع الشمسية، فإذا كانت الكواكب تؤثر على الشمس، فهي لابد أن تؤثر على الأرض، إذ أنها جميعاً أقرب إلى الأرض منها إلى الشمس. كما سجل أن كوكب المريخ، حينما يقترب من كوكب الأرض، وهذه ظاهرة تحدث كل سنتين تقريباً.
تبدأ المشاكل والأزمات، وربما الحروب والاغتيالات، وهذا مؤشر منذ آلاف السنين، منذ زمن الدولة البابلية، لكن تطور الحياة قد لا يجعلنا نتذكر أو نهتم بهذه المعلومات. ما أريد قوله إن هناك طاقة في كل شيء من حولنا، وهذا مثبت علمياً، وحالياً هناك من يستخدم هذه الطاقة في العلاج وتسمى (الري كي)، وهي كلمه يابانية تعني (الطاقة الكونية)، فتأثير الكواكب على البشر موجود رغم هذه المسافة الكبيرة بيننا وبينها، لكن كيف يمكن تجنب ذلك؟
إن الوضع الذي يصنعه كوكب المشتري وكوكب زحل والمريخ في هندسيه معينة، بعد التجارب، وجد أنه يؤثر في الذبذبات في مجال الاتصالات، والبعض رأى أن تراجع كوكب عطارد بالنسبة لحركة الأرض مؤشر لحدوث أعطال كهربائية ومشاكل على الطرقات، فهذه كلها كانت نتيجة موقع الكوكب بالنسبة لموقع الأرض.
إذن.. فإن موقع الكوكب هو الأهم بالنسبة لنا، فغالباً ما تتقلب أحوالنا من حال إلى آخر بمرور الزمن، ونتيجة هذه المراقبة الدقيقة لما يجري، اتضح أننا نتأثر بموقع الكوكب أثناء الحركة كل يومين تقريباً، أي كل 56 ساعة نتيجة تغير موقع القمر، وكل شهر نتيجة تغير أشعة الشمس نتيجة حركة الأرض حول نفسها وحول الشمس، وهذا أيضا ينطبق باتجاه المشتري والمريخ وزحل وبقية الكواكب، إذ نجد تغيراً في مزاجنا دون حدوث فعل معين، أو أننا نجد أنفسنا أحياناً دون رغبة بالقيام بنشاطات نجد الحماس لها واضحاً في أوقات أخرى، من ذلك علينا أن نستفيد من مواقع الكواكب وليس من شيء آخر.