نساء المهمات الصعبة بعضهن يجددن أثاث بيوتهن وأخريات كهربائيات
فكرة الطائي /
قيل رفقا بالقوارير، ولكن كيف يمكن أن يكون ذلك؟ والمرأة كائن رقيق وحساس لا يمكن له أن يقوم بالأعمال الصعبة التي تكون في العادة من اختصاص الرجال، الا أن بعض النساء يقمن بأكثر من دور في حياة الاسرة، ففضلا عن عملها كموظفة تقضي ساعات طويلة في مكان عملها، فإنّها في المقابل تقضي ساعات أكثر في العمل المنزلي لتوفير متطلبات الاسرة اليومية التي تفرض تواجدها في المطبخ لساعات وساعات بين الافطار والغذاء والعشاء، في مقابل ذلك هناك زوجات يقمن بأعمال الرجال من إصلاح العطلات في الأدوات المنزلية دائمة الاستخدام التي قد تتعرض للأعطال المفاجئة أثناء الاستخدام وقد تجد بعض الزوجات متعة كبيرة في إنجاز هكذا أعمال وزرع البهجة والسرور في قلب الزوج والعائلة جميعا.
أجهزة كهربائية
لم استغرب حديث السيدة “جنان هادي علي” بقيامها بإصلاح الأجهزة الكهربائية العاطلة في المنزل، إذ تعد ذلك من هواياتها المحببة التي تقوم بها في أوقات الفراغ، فهي لا تترك جهازا منزليا يعمل بالطاقة الكهربائية عاطلا، وعن ذلك قالت لي: “أقوم بتصليح الأجهزة الكهربائية العاطلة مثل المدفأة والمروحة والتسليك ومعالجة الأعطال فيها بمعنى أقوم بإصلاح الكهربائيات جميعا، أقوم بذلك لحبي الشديد لهذا العمل الذي يختصر الوقت في البحث عن مصلح وإحضاره إلى البيت أو إرسالها إلى مكان عمله وكل ذلك جهد مضاف فضلا عن الجانب الاقتصادي، لم تكن هذه الهواية وليدة الحاجة اليها في الظرف الراهن وإنما منذ صباي اكتشفت رغبتي وحبي لهذه الأعمال”.
حديقة منزلية
دخلت حديقة السيدة “زينب كاظم جواد” فأدهشني جمالها فقد كانت تزهو بأنواع الأزهار وشتلات الورد التي تسر الناظر وتشرح النفس رصدت دهشتي فبادرتني بالسؤال أراك مندهشة؟، أجبت بلى أدهشني الجمال وتنسيق الحديقة قالت: كل ما ترينه في هذه الحديقة هو من مغروساتي، فأنا أحب المساحات الخضراء الزاهية بالورود المختلفة الألوان، وأفضل أن أقوم بكل تلك الأعمال من دون مساعدة من أفراد العائلة أو الاستعانة بفلاح، فأنا أحب الزرع واستمتع بتنظيف الحديقة وتقليم أغصان الأشجار وعمل أشكال هندسية بأشجار الياس.
أعمال بناء
لم يكن يخطر على بالي أن أرى امرأة تقوم بأعمال البناء في البيت على الرغم من أني سمعت عن قيام النساء بمثل هذه الأعمال في بعض المدن العراقية، إذ يعملن “طواسات” وهو مصطلح يطلق على من يحمل “طاسة البناء – سمنت أو جص”، هذا الامر كان في زمن مضى حين كانت سنوات القحط والفقر والمرض منتشرة في عموم العراق في مطلع عشرينيات القرن الماضي وليس في هذا الزمن الا أن بعض النساء ما زلن يفضلن القيام بهذه الاعمال في المنزل، وهذا ما أخبرتني به السيدة “فرات جواد ربة بيت، إذ قالت: لم استعن ببناء او مصلح وأدخله إلى بيتي منذ شبابي وحتى يومي هذا، فأنا أقوم بإصلاح كل شيء في البيت، حتى الجدران المتضررة جراء الرطوبة أو تهدمت جراء القدم، لا أفكر مطلقا أن استعين بعمال وإنما اعتمد على أولادي في معاونتي بإنجاز هذه الأعمال على الرغم من أنّهم في بعض الأحيان يتذمرون من تكليفهم بالواجبات الصغيرة ويعدون ذلك مضيعة للوقت، لكن زوجي يفرح حين يرى جدار غرفة الاستقبال على سبيل المثال قد تغيّر لونه إلى لون جديد أجمل وأبهى، واذا قمت بإصلاح “سويجات” الكهرباء العاطلة يفرح أيضا لأنَّه يخشى التقرب منها، أقوم بهذه الأعمال حبا بها حتى في زياراتي إلى بيت أهلي أو إلى الاقارب والصديقات إذ يجدن في وجودي معهن فرصة لانجاز تلك الأعمال المؤجلة بانتظار مجيء مصلح إلى البيت.
دوشمة بيتية
روت لي صديقتي “سناء علي” بعد أن عرفت بما أفكر فيه لغرض كتابة تحقيق، إذ خبرتني عن الأعمال التي تقوم بها صديقتها “الهام غضبان” من أعمال الدوشمة منزليا، فهي في كل مرة تزورها تراها قد قلبت الكراسي والقنفات رأسا على عقب وغيرت أقمشتها من لون إلى آخر، دائمة البحث عن الجديد في عالم “الدوشمة” وما يعرض من أنواع الاقمشة المتميزة بألوانها التي تصلح لصالات الاستقبال او زوايا الاستراحة في المطبخ، فهي تتفنن في ذلك وتعشق التغيير نحو الاجمل والابهى.
في الختام
تبحث المرأة في البيت عن الجمال والكمال في كل شيء من أجل إسعاد أسرتها لذلك تقوم بهذه الاعمال الصعبة توفيرا للوقت والجهد والمال، ولا تستغربوا إذا قلت لكم إن معظم هذه الاعمال أقوم بتنفيذها في البيت بعيدا عن يد زوجي الذي لا يعرف عن هذه الاعمال شيئا، واذا قلت أريد أن أغيّر شيئا يقول: “أتي لك بجديد” وأنا أصنع الجديد بيدي بتغييرات بسيطة من أقمشة وألوان وخياطة وسباكة أنابيب المياه في المطبخ والحمام وتغيير الحنفيات العاطلة.