هكذا تقول الدراسات الحديثة الشموع المعطرة فخ للموت البطيء

634

ترجمة : الاء فائق/

البرد والصقيع وعصف رياح الشتاء بنوافذ منزلك، تجعلك تؤمن منزلك بغلق الأبواب والنوافذ، مع توفير وسائل التدفئة المناسبة وقد لا يغيب عن بالك تزيين زوايا غرفة الجلوس بمختلف أنواع الشموع المعطرة برائحة الصنوبر والربيع، لتضفي جوا من الراحة والاسترخاء، ولكن احذر، فأن كثرة استعمالها يمكن أن يضع منزلك في فخ الموت البطيء بسبب المواد الكيميائية التي يمكن أن تسبب أضرارا خطيرة لصحتك.
فقد بينت دراسة علمية حديثة أن استخدام الشموع المعطرة يرفع من فرص اصابتك بالسرطان، لا سيما سرطان الأنف والحنجرة.
وتفيد الدراسة التي لم ترم بأصابع اتهامها على أية ماركة تجارية والتي قادها البرفسور الستير لويس من المركز الوطني لعلوم الغلاف الجوي في جامعة يورك البريطانية أن بعض أنواع الشموع المعطرة يحتوي على سائل الليمونيين الكيميائي الذي يتحول لغاز الفورمالديهايد السام حال تماسه المباشر مع الجو.
والليمونين بحالته المستقرة الاعتيادية يعتبر آمناً، حتى انه يستخدم لإضفاء نكهة الليمون على بعض المنتجات الغذائية والعصائر، ويضاف كذلك للمنظفات المنزلية ومعطرات الجو ليكتسب قوامها عبير الليمون، ولكنه يتفاعل عند ايقاد الشموع مع الأوزون ويتحول فور ملامسته له لمادة الفورمالديهيد المسرطنة.
يستخدم سائل الليمونين الكيميائي وهو سائل هيدروكربوني،عديم اللون لإضفاء عبير الحمضيات على بعض المنتجات الصناعية.
ويوجد الليمونين بشكل طبيعي وآمن بقشرة الليمون، وكان العلماء على معرفة باحتمال تغير حاله في الصناعة، ولكنهم رغم الاختبارات العديدة التي أجروها على مدى عشرات السنين، فانهم لم يستطيعوا تأكيد ذلك.
ونظرا لتطور مستوى العلوم والتقنيات، سمحت التكنولوجيا المستخدمة حاليا بالحصول على نتائج واضحة ومؤكدة عن هذه التغييرات.
فتركيز هذه المادة في الشموع المعطرة ومعطرات الجو أعلى مما كان يعتقد سابقا بـ 100 مرة، فضلا عن أن استخدام مكيفات الهواء في المباني يمنع دخول الهواء من الخارج ما يسبب تراكم مادة الليمونين في داخلها.
وأضاف لويس للديلي تلغراف: “ما يدهشنا هو ارتفاع تركيزات العطور في البيوت فالكيمياويات المعطرة تسيطر بالكامل على الأجواء الداخلية لمعظم منازلنا، محذرا من مغبة التبعات الناجمة لتعرضنا المستمر للفورمالديهايد على المدى البعيد.
وتدرج وكالة حماية الصحة الفورمالديهايد على كونه احدى المواد المسرطنة، فضلا عن كونه مادة سامة وتآكلية، كما يمكن أن يسبب نزيفا في الأنف والتهابا في الفم، وسعالا، وزغللة في العين.
ووصف لويس الليمونين بكونه مادة كيميائية تراكمية توجد عادة بتركيزات عالية في منتجات التنظيف الرخيصة كالمنظفات الأرضية ومعطرات الجو، منوها الى كثرة استعمال هذه المواد الرخيصة في المباني العامة لعدم اعطاء الأهمية لها عما لو كانت في منازلنا.
يذكر بأن أفضل طريقة لمكافحة وجود الفورمالديهايد في المنزل هو بتهوية المكان بعد استخدام الشموع المعطرة أو رش المعطرات، كما يمكن استخدام النباتات المنزلية التي تمتص المواد الكيمياوية السامة، لاسيما اللبلاب الإنكليزي ونبات الجيرانيوم واللافندر والعديد من السراخس التي يمكن أن تساهم ايضا في خفض كمية الفورمالدهايد في الجو.
عن صحيفة الديلي تلغراف