وهي في مقتبل العمر.. غير راضية عن نفسها

816

د.قاسم حسين صالح/

عمري عشرين سنة، والعمر يمضي، ومشكلتي عدم الرضا عن النفس. لكن ماذا أفعل، هذه هي الحياة من حولي. أنا أصغر إخوتي، كل منهم منشغل بنفسه على الرغم من العلاقة العالية التي بيننا. لا أعرف لمن أشكو، لا أعرف ما سأفعل لأنني للآن لم يتقدم لي الشخص المناسب للزواج .

ماذا أفعل؟ مللت حتى من نفسي، كل شيء رتيب، روتين شديد. كما أنني وحيدة في البيت لأني أصغرهم. لا يوجد تجديد نهائياً، فماذا أفعل؟ هل أبقى أنتظر ابن الحلال (عود يجي). حايرة و حارت بي الدنيا، فما الحل؟ تغيرت كثيراً، لم أعد أحاسب نفسي على الكلام الذي يخرج من فمي. زادت عندي كمية اللغو، كما أنني أصبحت من شدة الوحدة أشعر بالقليل من الاكتئاب. أصبحت عندي الدنيا رتيبة، لا توجد مشاعر جديدة. عندي طموح أن أكمل جامعة رياض أطفال، لكن فكري مشتت وأمي ما تقبل.

قد يبدو لك أن هذه ليست بالمشكلة لكنني أتألم. احتاج للتغيير، لكن لا فائدة. مضى سنتين على تخرجي ولم اشتغل كاعدة بالبيت وطكت روحي حتا انني بالاونة الاخيرة لم استطيع الصلاة
ساعدني ارجوك في اقرب وقت. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

(ملحوظة:أبقينا على الرسالة كما هي)

الآنسة صاحبة الرسالة المحترمة

تحية مباركة

بداية، نشكرك على توجهك إلى صفحة (مشكلة وحل) بمجلة (الشبكة) الذي يدل على أنك مثقفة وواعية وشديدة الحرص على نفسك ومستقبلك.

ومع أن رسالتك المزدحمة بالأخطاء التي تعبّر عن حالتك النفسية ،فإنك ذكية وطموحة..وهما صفتان إيجابيتان إذا استطاع صاحبهما أن يوظفهما بواقعية وموضوعية. ذلك أن بعض الطموحين يدفعه طموحه إلى أن يضع لنفسه أهدافاً غير واقعية، ويعمل على تحقيقها كما لو كانت واقعية. وعندما يصدمه الواقع بعدم إمكانية تحقيقها فإنه يصاب بإحباط مصحوب بمشاعر الملل والضجر والاكتئاب. ويبدو لي أن لديك شيئاً من هذا القبيل.

والمشكلة التي تعانين منها أن جلوسك بالبيت وانتظارك ابن الحلال قد حول حياتك الى روتين : اليوم مثل أمس وغداً مثل اليوم، نجم عنه الشعور بالملل والضجر وانعدام المعنى من الحياة.

والحل الجذري لمشكلتك يكون بتغيير نمط حياتك وكسر روتين الملل الذي تعيشينه عن طريق: إما إكمال دراستك الجامعية، أو العمل في مدارس رياض الأطفال وهو عمل تحبينه. ولا تتعبي رأسك بالتفكير في الزواج فأنت ما زلت صغيرة وأمامك فرصة لإكمال دراستك، وعودي الى صلاتك وقراءة القرآن، ففي ذلك ما يجعلك ترضين عن نفسك..ويستحسن أيضاً مراجعة مختص بالإرشاد النفسي.

رسائل القراء

* أختي مصابة بالهستيريا.

شخّص الطبيب مرض أختي بأنه (هستيريا)، وأتساءل هل هذا المرض عضوي أم نفسي؟ علماً أن عمرها 35 سنة وغير متزوجة.

(عبد الكريم زيدان – ميسان)

+ الاخ عبد الكريم.

الهستيريا اضطراب نفسي وليس عضوياً ولا وراثياً، واثنان من أهم أسبابه: نقص الرعاية والحنان والحب من الأسرة، أي شعور الفتاة بأن أهلها غير مهتمين بها ولا يحبونها، والآخر هو قلق المستقبل والخوف من عدم الزواج في حالة أختك الكريمة. وعليه ينبغي إشعارها بأنكم مهتمون بها وأنكم تحبونها، وإفهامها بأن عدم الزواج لا يعني اليأس وتوقف الحياة، وانه يمكن تعويضه بنشاطات اجتماعية، فهنالك الكثير من القيادات النسوية غير متزوجات ولا يشكل عدم الزواج مشكلة لهن. وننبه جنابك ان بقاءها منعزلة عنكم قد تتطور حالتها وقد تحصل لديها حالة إغماء “موعه” تشبه نوبة الصرع، ولا تكثروا من عرضها على أكثر من طبيب بل إبقاؤها على طبيبها المعالج والالتزام بتعليماته.

* ابني خجول

لديّ طفل بعمر ست سنوات يعاني الخجل ويميل الى العزلة وينسحب إذا جاءنا ضيوف، والمشكلة أنه يرفض الدخول الى المدرسة.

( أم صابر – بغداد )

+السيدة أم صابر :

للخجل أسبابه ، ومنها أن المحروس طفلك يبدو أنه حين كان بعمر ثلاث سنوات كان يميل الى العزلة. ويبدو أنكم ما كنتم منتبهين الى ذلك وكنتم تتركونه في عزلته وترتاحون لهدوئه، فنجم عن ذلك أنه ما اكتسب مهارات الاتصال الاجتماعي. ومن أسباب الخجل تعرّض الطفل الى السخرية حين يفشل في عمل أو كلام، فتتولّد لديه حالة توقع الفشل في اي عمل او كلام يريد ان يقوم به، ولهذا فإنه يتجنب الجلوس مع الآخرين والتحدث معهم.
المطلوب هو تشجيعه تدريجياً على التحدث معكم وعدم السخرية منه او الضحك عليه حين يخطئ، وإفهامه بأن الفشل حالة طبيعية وأن الجميع يفشلون في هذا العمل او ذاك، وتنمية الثقة بالنفس لديه. وشجعوه على مشاهدة أفلام الكارتون الجيدة وبرامج الأطفال التربوية، وإفهامه بأن الإنسان يصنع مستقبله عن طريق المدرسة التي يتعلم فيها المعرفة والعلم ومعنى الحياة وقيمة الصداقة.

تحياتنا مع خالص محبتنا للجميع.

نتلقى رسائلكم على العنوان الآتي:

[email protected]