أبناء العم.. أي عراق تحبون؟
د. علي الشلاه/
ما ان تلتقي بأي عربي مواطناً بسيطاً أو مسؤولاً كبيراً ويعرف انك عراقي حتى يقول لك فوراً نحن نحب العراق! دون ان يدرك انه يحمل في رأسه صورة عن العراق تختلف كثيراً عن هذا البلد الذي يدعي الجميع محبته، فالعراق لدى الأشقاء العرب بلون واحد ولسان واحد ولوحة رسمها الطغاة والمطربون والأهواء الطائفية، لذا فان مقولة حب العراق مقولة معكوسة ينبغي ان يراجعها العرب على وفق المتغيرات التي وصلتهم بعد سقوط الدكتاتورية، والا فان العراق الذي يحبونه ويتعاطفون معه هو عراق الظلام والتكفير الداعشي، مثلها تعكس ذلك عشرات القنوات العربية شرقاً وغرباً وهي تحاول الاساءة الى القوات المسلحة العراقية وقواتنا الأمنية وبضمنها الحشد الشعبي، كما تحاول الدفاع ضمنياً عن داعش الارهابي من خلال السكوت عن جرائمه الأكيدة التي تنقلها وسائل الاعلام العالمية المحايدة مهما عظمت تلك الجرائم ابتداءً بقتل الرجال والنساء والأطفال وانتهاءً ببيعهن إماءً بثمن بخس، لكن هذه القنوات المصابة بالعمى مع داعش تضخم وتفتعل وتفبرك اخطاء وتنسبها الى القوات العراقية وحشدها والتي جاءت لتحرر هؤلاء الضحايا من داعش وظلمها وجرائمها، مستشهدة – تلك القنوات – بساسة طائفيين يعتقدون ان الأيام كلها موسم انتخابي طائفي ينبغي العزف عليه والفوز به.
ومن الطريف ان اذكر ان استاذاً جامعياً عربياً جلس الى جواري في احدى الرحلات وسألني عن بلدي فقلت له من العراق، فقال لي فوراً: أرأيت ما صنع الأمريكان بالعراق.. فقلت له نعم، لكن هل رأيت أنت ما صنع العرب بالعراق؟ فصمت وودعته عندما غادرنا الطائرة هو الى الرياض وأنا الى بغداد.