أعمال لاتمتّ بصِلة للفن!

789

محسن إبراهيم/

لعل ما تعيشه الحركة الفنية العراقية من تدهور ملحوظ على المستويات كافة، هومؤشر على أن البلد الذي يمتلك حضارات متعاقبة فتح الباب مشرعاً لأنصاف الموهوبين، ليلطخوا بإنتاجهم الرديء وجه حضارة تمتد لسبعة آلاف عام، حتى أصبحت مدننا و شوراعنا تعج بتماثيل لا تمت للفن بصِلة، وهي تشكو من غزو “الزومبيات” النحتية، تماثيل مجهول من صنعها، لاتمتلك أي معيار من معايير الفن، ولا نعرف لم قَبِل المسؤولون بالإبقاء عليها في الشوارع برغم سيل السخرية والاستياء؟ وكأن القائمين على أمر الفن في العراق مصمّمون على ابتذال كل ما كانت تمثله البلاد من قيم وجمال وإبداع. أهدرنا أموالاً طائلة في صناعة تماثيل مشوّهة وضعت في الساحات العامة بالمحافظات والمداخل الرئيسة، وأثارت موجة من الاستياء والسخرية، ومطالبة القائمين على هذا التلوث الفني بتوضيح أسباب إهدار كل تلك الأموال في تماثيل منحوتة بشكل بالغ السوء. تمثال الجواهري في منتدى بغداد الثقافي، ونصب الباذنجانة في البصرة خير شاهدَين ودليلَين على ذلك. ليس من المعقول، ونحن من اخترعنا النحت قبل ستة آلاف سنة، أن نعجز عن إنجاز تمثال ما بشكل محترف بمواصفات فنية، الفن التشكيلي فن يعتمد على المواد والتقنيات بشكل أساس والتي لابد من توافرها فضلاً عن أن العراق يمتلك مواهب كثيرة غُيبت قسراً، والأهم هو كيف نوفر لهذه المواهب مشاغل وموادّ أولية تسهم في بروز الوجه الحضاري والمشرق لمدننا بعيداً عن التحزب وإبرام الصفقات المالية التي أسهمت بشكل كبير في التلوث البيئي والخراب الثقافي.

أخيراً .. متى يدرك القائمون على الثقافة أن الفنّ الأصيل فنّ يسمو فوق كل التُرهات والأعمال الفاقدة للأهلية الفنية والبهرجة الإعلامية؟