أنت وأنا .. لا أنا وأنت !

786

عبد الحليم الرهيمي /

تتطور عادات وتقاليد وقيم الناس لدى مختلف الشعوب نحو الأفضل والأحسن – كما يفترض – مع مرور الوقت والعصور، ومنها احترام الآخر وتقديره، وهو تطور يوصف عادة بالحضاري.
ومن العادات أو السلوكيات الحضارية، وحتى الأخلاقية، هي أن تقدم الآخر عليك عندما تريد أنت والآخر أن تلجا قاعة ما او ركوب العجلة او الطائرة ، ومنها ايضاً الاعتذار اذا ما قمت بخطأ ما، ونحن نشهد ذلك بوضوح عند الدول المتحضرة التي لا تفارق أفواههم كلمة (Sorry) اي عفواً إزاء اي خطأ ولو بسيط يحصل سهواً.
مناسبة الحديث عن ذلك هو ما نشاهده في معظم الفضائيات من خطأ وسلوك (غير حضاري) عندما يقدم نشرة الأخبار شابّان او شابّتان او شابّة وشاب وبالعكس حيث يقول من يبدأ بتقديم النشرة : انا وزميلتي فلانة، بدلاً من القول: زميلتي فلانه او زميلي فلان وأنا ولا يستثنى من ذلك بالطبع، حتى اذا كان من يبدأ النشرة سيدة او شابة وتقدم زميلتها او زميلها اولاً تقديراً واحتراماً كسلوك حضاري نمارسه ونوحي للآخرين – ولا اقول نعلّم – بممارسة لاشك أن مثل هذا التصرف هو سلوك غير حضاري وإن كان غير مقصود، فإنه ينطوي على معنى فيه قدر من الأنانية والاعتداد الزائد بالنفس.. خطأ تقع فيه بعض الفضائيات، إضافة للأخطاء الأخرى، كأخطاء اللغة والمبالغات في نقل المراسلين لبعض الأخبار.
وعودة للتأكيد على ثنائي مقدمي نشرات الأخبار في الفضائيات نؤكد القول إن على المذيع تقديم النشرة: زميلتي فلانة او زميلي فلان.. وانا، ما يعطي المشاهد نموذجاً للسلوك الحضاري!