أيها الأشقاء.. نحن البيت ولسنا البوابة!

1٬374

د. علي الشلاه/

لم يكن المثقفون العرب في غالبيتهم قادرين على تفهم مأساة العراقيين زمن الدكتاتورية، (فالثقافة العربية المعاصرة) مبنية في جانب أساس منها على بعد طائفي، والمثقف العربي المزعوم يتحسس من الايرانيين ولا يتحسس من الأتراك ولذلك اعطوا شرعية غوغائية للحرب العراقية الايرانية التي أودت بمئات الآف من الشباب من البلدين الجارين المسلمين وظلوا يصرخون مفتخرين عن العراق بوصفه (بوابة) للأمة العربية، ولا أدري إذا كان العراق بوابة فمن يسكن داخل البيت العربي العتيد؟.

وكان لنا سنوات التقية أو سنوات المعارضة حوارات ومعارك في كل ملتقى ثقافي يحضر فيه مثقفون عرب، تنتهي في الغالب بحالة من الغضب والقطيعة واتهامات لنا بأننا شيعة فرس ندافع عن ايران أكثر مما ندافع عن وطننا العراق.

ويبدو ان هناك انحيازاً عاطفياً طائفيا قد ترسخ لدى بعض العرب حتى انه أصبح أرضية خصبة لما نعيشه اليوم من اقتتال في عدد من البلدان العربية، ويعبر ذلك عن نفسه بوقاحة طائفية فجة في وسائل الاعلام العربية، وقد سادت من جراء ذلك مفاهيم كارثية وفرت غطاءً للقاعدة وداعش وكل التطرف المشتعل الآن، الذي حصد مئات آلاف الأطفال والنساء والشباب والشيوخ، والأسوأ من ذلك ان تعد زيارة فنانين عرب الى العراق خيانة وتحولاً في العقيدة تستدعي عزلهم ومهاجمتهم والتشهير بهم بتهمة التشيّع، ويجد هؤلاء أنفسهم مرهبين متهمين يدافعون عن أنفسهم، وكأن العقيدة تهمة وكأن مذهب الامام جعفر الصادق (ع) العربي القريشي الهاشمي خروج عن ملة الاسلام.

ماذا يريد الأشقاء من العراقيين؟

هل المطلوب ان ننام فنصبح في اليوم التالي بملة أخرى ولغة أخرى فلا مسيح ولا صابئة ولا أيزيديين ولا أكراد ولا تركمان، وقبل كل ذلك لسنا شيعة ولا سنة بل أتباع لفكرة متطرفة طارئة نشأت قبل مئة عام وقلبت الموازين بأموال النفط ولعنته.

لا أعتقد ان عاقلاً يؤمن بحل مثل هذا، ولكن الأهم بالنسبة لي ماذا يريد العراقيون من العرب؟
ببساطة أعتقد انهم يريدون منهم أن يتركوهم بسلام، فلسنا بوابة لأحد، انما نحن سكان البيت العربي الأصليون وبكوفتنا وبصرتنا وبغدادنا بنيت لغة العرب وثقافتهم وعلومهم، يوم كانت لهم علوم وثقافة، أما إذا أصر الأشقاء على ان العراق بوابة لهم فمن حقنا أن نسأل: هل يعقل ان تكون هناك بوابة عظيمة لبيت من الخرائب والرماد؟ أيها العراقيون أنتم البوابة والبيت كله ولا عرب بدونكم.