إلهام شاهين في بابل .. تحترم الثقافات كلها وتترفع عن الأمراض الطائفية

709

د. علي الشلاه /

تعرفت الى الفنانة الكبيرة والصديقة العزيزة السيدة إلهام شاهين للمرة الاولى مصادفة عندما كان جلوسها الى جواري في مؤتمر ثقافي برعاية الجامعة العربية بالقاهرة.
وسرعان ما ادركت شجاعتها ووعيها وثقافتها الحقيقية بعد قراءة قصيدتي “السلام على العراق” التي نالت ثناءً وتصفيقاً كبيرين من الحضور، وتحاورنا لأجد فيها قامة فنية مميزة ضاربة بجذور الرقي مترفعة عن الأمراض الفئوية والطائفية التي يعج بها مجتمعنا العربي.
وحين دعوتها لمهرجان بابل للثقافات والفنون العالمية بنسخته التاسعة هذا العام رحبت بالدعوة وعبّرت عن شوقها لرؤية العراق والعراقيين وكأنها فنانة عراقية ولدت في بلاد الرافدين، وحين جاءت كان تواضعها مثار اعجاب الزملاء جميعا وعندما ارتقت المسرح ببابل حملت العلم العراقي تحية للشعب الذي يرمز له العلم، وعزَّتنا بضحايا عبّارة الموت في الموصل ولبست السواد في حفل التكريم.
ولأنها فنانة حقيقية ومثقفة حقيقية فقد طلبت دون الالتفات الى المعطى الطائفي البغيض زيارة الامام العربي الهاشمي العظيم موسى بن جعفر الصادق عندما رأت اخوتها العراقيين بالآلاف يسيرون الى مرقده مشياً على الاقدام قبيل 5 ايام من ذكرى استشهاده، ومرت بالطريق اليه بضريح الإمام أبي حنيفة النعمان فقيه اهل العراق العظيم الذي على مذهبه اليوم غالبية الإخوة المصريين، ولأن زيارتها كانت في الساعة 11 ليلا فقد كان ضريح الإمام أبي حنيفة مغلقا وكذلك كان ضريح الإمام موسى الكاظم فاكتفت بأخذ صورة قربه مثلما قام ضيوف غيرها في المهرجان من ماليزيا وتركيا والخليج والمغرب وايران والولايات المتحدة ومصر بطلب زيارة كربلاء والنجف والشيخ والقطب الصوفي الكبير عبد القادر الجيلاني.
إلهام شاهين في بابل تصرفت بنقائها وقلبها المحب لكل ابناء جلدتها العرب وكل بني الإنسانية الذين كانت بابل مدينتهم الاولى وعلّمت الجميع في العالم العربي وأولهم المثقفين درساً بريادة المثقفين لمجتمعاتهم في محاربة الجهل والتخلف والطائفية واسهمت في علاج جذور التطرف الذي يعصف بمجتمعاتنا.
شكرا إلهام لقـد اضفت اسمك الى قائمة العظماء في تاريخ بــابــل