إلى الدكتور حيدر العبادي
عامر بدر حسون/
تحية طيبة ومبارك انتصارنا، وانتصارك، على داعش.
ومن أجل أن لا نستمر (جهلاً أو بحسن نية أو سوء نية) في إنتاج الدواعش والدعوة لأفكارهم، لابد من إغلاق الباب الذي تأتي منه رياح الإرهاب عموماً ورياح داعش خصوصاً.
***
قبل فترة ألقت القوات الأمنية القبض على بعض خطباء الجمعة في الموصل لاستمرارهم في الدعوة للأفكار الداعشية صراحة أو تلميحاً.
لكن ثمة مئات أو آلاف من الخطباء مستمرون في عملهم وهم دون عدة كافية أو دون معرفة وافية بطبيعة الوضع في البلد.. ناهيك عن استغلال داعش وبقاياها في بث سمومها واستخدامها الجوامع وخطبة الجمعة خصوصاً لهذا الغرض.
***
وقبل فترة غير قصيرة قامت مصر وتونس والأردن باتخاذ إجراء جريء وصحيح يقضي بتوحيد خطبة الجمعة في بلدانهم.. برغم أن بلدانهم في غالبيتها من مذهب واحد.
سبب ذلك القرار أن الخطباء أخذوا يهددون المجتمع بالانقسام والتشرذم وفق معارفهم الأولية والبسيطة كموظفين أو وفق انحيازهم لهذا الطرف أو ذاك من المشايخ والاتجاهات وخصوصاً مشايخ الدعوة الدواعش!
***
يستحق العراق أن يكون السبّاق في هذه الخطوة لما فيه من تنوع ومشكلات وخلافات مذهبية.. لكن أن نأتي متأخرين الى العمل الصائب أفضل من أن لا نأتي.. وأفضل من أن نأتي بعد فوات الأوان.
***
إن العمل الصائب والمُلح هنا هو توحيد خطبة الجمعة بخطبة موحدة يتم إعدادها وكتابتها من قبل الوقف السنّي أو من قبل رئيسه وتوزع على جميع الخطباء التابعين للوقف.
لا أحد يعتقد أن تلك الخطوة سهلة أو أنها ستمر بسهولة.. لكن من قال أن حرب داعش سهلة أو أن تحرير الموصل وغيرها من المدن من داعش كان سهلاً؟!
اتخاذ الخطوة الصحيحة هو الذي يجعل الأمور سهلة وممكنة التنفيذ.. ولك أكثر من سابقة في اتخاذ القرارات الصحيحة والجريئة في مواجهة داعش، وقد تكللت بالنجاح برغم صعوبتها.. ولهذا يتم التوجه لك، كقائد للحرب على داعش، لاتخاذ الخطوة الصحيحة التي ستنعكس على مستقبلنا.
***
هي خطوة صحيحة.. وكأي جديد فقد لا تقابل بالترحاب في بدايتها بحكم الطبيعة البشرية التي ترفض تغيير ما اعتادت عليه.. لكنها في النهاية خطوة صحيحة من الجانب الديني والقانوني والأخلاقي.
الدكتور المحترم حيدر العبادي
الكل بانتظار خطوتك هذه وهي لا تقل خطورة عن قرارات الحرب التي اتخذتها لتحرير مدننا.. ولنبدأ حرب تحرير العقول من أفكار داعش وسواها بخطوتك المنتظرة!