التعليم الالكتروني

547

نرمين المفتي /

كان وقتاً عصيباً على حفيدي وهو يحضر درساً أونلاين وتوقفت خدمة الانترنت لأكثر من ربع ساعة ولا نعرف كيف نعينه، بينما حدّثتني صديقتي بأن حفيديها لم يحضرا الدرس لأنَّ الخدمة عند المدرس كانت متوقفة، ومع توقف الخدمة أيضا لا يستطيع الطالب الاستفادة من المنصة الالكترونية لوزارة التربية..
نشرنا في مجلة الشبكة العراقية مع بدء فرض الحظر التام بسبب الجائحة تحقيقاً موسَّعاً عن التعليم الالكتروني ما له وما عليه وأخذنا آراء مختصين ومسؤولين، لا سيما أنَّ التدريس أونلاين بدأ دون تجربة سابقة لتأشير نقاط الخلل وإيجاد حلول ممكنة لها، ومن بين المشاكل التي أشرنا اليها كانت خدمة الانترنت التي سمعنا تصريحات من الجهات المختصة حينها تتعلّق بتحسين الخدمة وتخفيض أجورها! والمشكلة الأخرى ولا تقل أهمية عن الخدمة كانت عدم امتلاك التلاميذ والطلبة حواسيب أو أجهزة ذكية، وبمتابعة الأخبار والتقارير، يبدو جلياً أنَّ هذه المشكلة تفاقمت فقد أكد عديدون أن اللابتوبات بدون مواصفات والمستخدمة سابقا التي تسمّى تجاريا بـ(البالة) ارتفعت أسعارها إلى أكثر من ضعف والحالة نفسها مع الأجهزة الذكية إن كانت ألواحا أو هواتف، والعائلة التي لديها أكثر من طالب؛ تحتاج إلى أكثر من جهاز أو عليه طلب العون من زملائه أو تأجيل السنة الدراسية، ونسبة الذين لا يملكون ليست صغيرة قياساً إلى المستقبل، فالمفروض أنَّ الجميع سواسية والحالة نفسها تتكرّر مع خدمة الانترنت، قد تكون هناك أماكن، قرى، مثلا بعيدة عن أبراج الاتصالات وبالتالي لا تتوفر الخدمة فيها.. بالمقابل فإنَّ غالبية الدول جاهدت لتوفير الخدمة الأفضل وبأجور زهيدة وتوفير الألواح الذكية للتلاميذ والطلاب كي لا يحرم تلميذ واحد من الدراسة، سواء باستيراد ألواح من مناشئ ليست غالية وتفي بالغرض أو تصنيعها محلياً، والآن اتذكر أنَّ وزارة الصناعات الخفيفة كانت تنتج حواسيب الوركاء (تجميع) فضلا عن المشاريع المشتركة بين الكويت وشركات يابانية معروفة والعراق، وكلّها توقفت مع فرض الحصار على العراق، وطبعا لن اتساءل لماذا لم تتكرّر هذه التجارب بعد ٢٠٠٣ ورفع العقوبات عن العراق؟ لو كانت هناك محاولات، لكان من السهولة بمكان توفير الحواسيب أو الأجهزة اللوحية للجميع وبأسعار مناسبة يستطيعون دفعها.. سواء إن كانت هناك جائحة أو لا، فإنَّ التعليم الالكتروني خطوة مهمة وضرورية ومطلوبة لتصغير الفجوة التقنية بين التلاميذ العراقيين وغيرهم، فهو بأهمية وجوب الدوام في المدارس وإن ليومين في الأسبوع.. لا بدّ من تفكير باتخاذ خطوات لصالح جميع التلاميذ والطلاب، لا بدّ..