التغطية الإعلامية لمعركة الموصل

918

اياد عطية الخالدي/

من البديهي أن وسائل الإعلام تعكس في النهاية وجهات نظر مالكيها في تغطية الأحداث، لاسيما الكبيرة منها كمعركة تحرير الموصل، بيد أن الفارق بين وسيلة إعلام وأخرى يظل في شكل هذه التغطية وقدرتها على تقديم معلومات عن سير المعارك تجذب المشاهد، واعتمادها على أساليب تحريرية متطورة تمرر من خلالها تلك السياسة.

وقد حظيت معركة تحرير الموصل بتغطية واسعة في مختلف وسائل الإعلام، وارسلت أهم القنوات والصحف مراسليها الى المعركة، لتضيف المزيد من المصداقية والدقة في نقل أحداث المعركة او في التركيز على جانب دون سواه.

واذا كان أغلب دول العالم قد اجمع على أهمية الانتصار على تنظيم وحشي بربري يشكل وجوده خطرا على الأمن والسلام العالمي، فمن البديهي أن تسير التغطية الإعلامية بإتجاه دعم القوات العراقية التي تحارب هذا التنظيم المتطرف «داعش».
ومع هذا فأن العبرة تكمن في التفاصيل، اذ تختلف الرؤية العراقية للحرب وأهدافها عن الرؤية الدولية وعن رؤى دول الجوار، وقد اظهرت التغطية الإعلامية للفضائيات الخليجية انحيازا واضحا ضد قوات الحشد الشعبي، وعرضت موادها الاخبارية التي يشك في صحتها والتي تمثل مزاعم عن سوء معاملة مقاتلي الحشد لأسرى تنظيم داعش الذين وصفتهم القناة بـ»المعتقلين» وكأنهم سياسيون وليس بمجرمين يحملون السلاح.

لقد عبرت السعودية مرارا على عدم ارتياحها لمشاركة الحشد الشعبي في المعركة، وعكس الإعلام السعودي هذا الموقف بتقارير وأخبار تهول من خطر قوات الحشد وتلصق بها تهم الدمار الذي الحقه التنظيم بالمدن العراقية المحررة، واظهرت المواد التي قدمتها قناة الحدث السعودية تزيفيا كبيرا في الحقائق، ففي تقرير لها أظهرت صور الدمار الذي حل بالرمادي على أنه من فعل قوات الحشد الشعبي، بينما هو كما يعلم أهالي المدينة بسبب قيام التنظيم بتفجير عدة مبان ملغمة تعرضت في الوقت نفسه الى قصف طيران التحالف.

تتناغم دول الخليج في تغطيتها الإعلامية مع ما تريده تركيا التي تحاول أن تجد لها ثغرة تمر من خلالها الى الموصل لكي تعيد دورها في عزل المدينة عن حضن الوطن، وتحويلها الى معقل للتمرد من جديد، وآخر الحجج التركية هو مشاركة الحشد في المعركة.

في معركة تحرير الموصل تحضر إرادات مختلفة تعكسها التغطية الإعلامية للحرب، وسنرى أن سياسة التغطية الإعلامية تتغير وفقا لمعطيات ونتائج المعركة أيضا ونتائج المواجهة السياسية مع دول تطمع بلعب دور في مستقبل الموصل.