الحبّة السحرية في الوقف السنّي!

850

عامر بدر حسون/

دون مبالغة: يعتقد الوقف السنّي أنه يمتلك ما يشبه الحبّة السحرية.. من ابتلعها من خطباء الوقف يتم كشفه إن كان داعشياً أم لا؟!
إضافة لهذا فإن الوقف يعتقد، بل يؤمن، بأن الشفاء من الأعراض الداعشية مضمون في أقل من 24 ساعة من تناول الحبّة!

ولنذهب للتفاصيل:

مدير الوقف السنّي في كركوك السيد أحمد جميل قال قبل فترة:

«وضعنا اختباراً لتقييم الخطباء وكشف ميولهم المتطرفة.. إن وجدت»!

وهذا الاختبار هو في الواقع الحبّة السحرية التي يعتقد الوقف السنّي أنه يمتلكها لمكافحة الخطباء الدواعش!
لكننا بكل أسف لا نستطيع الإفادة منه ومن أسئلته لأنها، كما قال السيد أحمد جميل، «سرّية» لأسباب “تتعلق بالأمن وخطوات محاربة داعش”!

لاحظوا أننا نتحدث عن محاربة داعش:

أقوى وأخطر كيان إرهابي شهدته البشرية في تاريخها!

وعلى جلال وأهمية الانتصار العسكري، عليه فإن هذا الانتصار يمثل الجزء الأقل من النصر المطلوب، فداعش والإرهاب عموماً يمثلان خلطة شيطانية غريبة ومخيفة من التعليمات ومنظومة الأفكار والتعقيدات التي توقظ في الإنسان الوحش المدمر وتطلقه كي يقتل ويدمر وهو يظن أنه يخدم الله والدين!

هذه التعليمات هي خلاصة تراكمات قرون من الفقه الأسود تم فيها إعداد وإيقاظ ذلك الوحش وإطلاقه، ويمكن التأكد من ذلك بالتحديق بجرائم داعش ورؤية أن كل جريمة تم ارتكابها استندت إلى فتوى عمرها مئات السنين!

تلك التعاليم والأفكار تدرّس بشكل مباشر أو غير مباشر في كثير من المدارس الدينية وحتى المدارس الحكومية، ويتوسع خطباء الوقف السنّي في معرفتها أو التعرف عليها بحكم اختصاصهم..

الغالبية العظمى من الخطباء يلتزمون بتعاليم الوقف السنّي وفي فهم الدين بشكل صحيح.. لكن بعضهم انجرفوا مع داعش فعلياً أو في تبرير أفعاله وجرائمه ولعبوا دوراً خطيراً.

والواقع أن بعضهم ما زال يمارس هذا الفعل الشنيع، وكلما توغلت إدارة الوقف السنّي في “فحص” الخطباء ستجد الجراثيم الداعشية في أفكارهم وخطبهم!

لكن التخلص من هذا الوباء أكثر تعقيداً بكثير من إرسال لجان فحص واختبار للخطباء الذين منهم يأتي السم أو الترياق!

إن مهمة خطيرة وجبارة كهذه لا يمكن حلّها من خلال الحبّة السحرية التي يعتمد عليها الوقف السنّي في معرفة الخطباء الدواعش عنده، وهي أكبر وأخطر من أن تُحل في محاضرة واحدة لساعة أو ساعتين كما يفعل الوقف السنّي اليوم!

الواقع أن التخلص من أفكار داعش التي تسلّلت للدين وللمنابر الدينية مهمة تاريخية تعتمد على التطور وأشياء كثيرة للتخلص من «فقه السيف»، وهي قد تحتاج الى عقود طوال من السنين.. لكن ما يمكن وينبغي فعله اليوم هو إجراء عاجل لجأت إليه العديد من الدول الإسلامية.
هذا الإجراء هو توحيد خطبة الجمعة في كل الجوامع من خلال خطبة مكتوبة من قبل الوقف السنّي وتقرأ من قبل الخطباء التابعين لهذا الوقف دون زيادة أو نقصان.

تلك هي الحبّة السحرية التي يبحث عنها الوقف وهي أبسط وأقل كلفة من الاختبارات والأسئلة السرية والسحرية التي يلجأ إليها اليوم الوقف السنّي، فهل سيفعل؟