الحدباء تؤذن لعراق واحد

868

د. علي الشلاه/

المئذنة الحدباء واحدة من شواخص الاثار الإسلامية في العراق، وهي رمز مدينة مدنية عراقية عريقة وهي الموصل، وقد انتقلت صفة المئذنة لتكون صفة المدينة، فالمئذنة الحدباء صارت الموصل الحدباء وربما صارت كلمة الحدباء تعني المدينة فيكتفي بها للدلالة عليها، فحين تقول الحدباء تتبادر الموصل الى الذهن فوراً وحين تطاول الإرهابيون على الموصل صار لصفة الحدباء جرح غائر بالروح إذ أنها اوهمت الكثيرين ممن لا وعي لهم بأنها ستكون بداية انفراط عقد العراق وتشظيه وانكسار شوكته، لكن الذي غاب عنهم أن جرح الحدباء لا يمكن أن يكون الا جرح الكبرياء الذي ينتفض الجسد كله له، وهكذا انتفض العراق بكامل حضاراته من بابل وأور وسومر وكيش ولكش انتصاراً لآشور فكانت قيمة التاريخ والحضارة حاضرة في ضمائر العراقيين وسواعدهم وهم يهبون لإعادة الموصل الى بيتها الأول، فكان التلاحم الوطني الذي حرر الحضارة وها هو اليوم يحرر الحدباء رمز الحضارة الأخرى على أرض الرافدين.

اليوم وقواتنا تحيط بالحدباء نسمع اذان النصر يتلوه بلال أسمر قادم من أبي الخصيب مختتماً اذانه بالقول.. حب الوطن من الايمان داعياً للعراق بالحب والتسامح، الحدباء معلم إسلامي عراقي موصلي يلفظ داعش الإرهابي ويرسم مستقبلاً قادماً من عمق التاريخ مردداً أشهد أن العراق واحد وما بعد الموصل يترسخ وطننا الذي اقلقه الطغاة والغزاة القادمون من حيث لا يهم أحد.

من جديد تنتصر الحضارة والثقافة على الإرهاب الظلامي الأعمى مثلما انتصرت على الدكتاتورية.

العراق بخير والحدباء مئذنة النصر له.