العراق خليجياً.. هل تقبل السياسة ما قبلته الرياضة؟
د. علي الشلاه شاعر بابلي /
أياً تكن نتائج دورة الخليج العربي الرياضية 24 فذلك ليس مهماً تماماً، المهم هو أن نقرأ الحدث الرياضي بكل جوانبه السياسية والاقتصادية والاجتماعية وحتى الثقافية.
بدأت مشكلات المشهد العراقي منذ سبعينات القرن الماضي عندما بدأت الأطروحة القومية العربية بالأفول، وإن بقي صبية عبد الناصر يحاولون تقاسم جاذبيته الجماهيرية في الأقاليم العربية، لكن هذا الأفول كان دافعاً للبحث عن البدائل الواقعية لفكرة الوحدة العربية شبه المستحيلة حينها والمستحيلة اليوم، وكانت البدائل تكمن في تصغير الفكرة الحلم، فبدل الوحدة العربية صار العرب يتحدثون عن أقاليم مناطقية مع انكفاء الدور المصري، ولاسيما بعد اتفاقية كامب ديفيد، فظهرت بقوة تجمعات مناطقية كدول الخليج العربي والمغرب العربي، لكنها لم تخلُ تماماً من الهنّات التي انتابت حلم الوحدة العربية الشاملة المستحيلة.
فقد ظل التنافس المتحول إلى عداوات يتحكم بهذه التجمعات وظلت أسيرة الأخ الأكبر المسيطر، التي سرعان ما ظهرت على السطح وأدت إلى استبعاد دول عربية رئيسة من هذه التجمعات الإقليمية، فدفعها إلى البحث عن تجمعات تلفيقية مثل مجلس التعاون العربي الذي ضمَّ دولاً غير منسجمة إلا شكلياً لتكون بديلاً للاستبعاد الذي مارسته دول الخليج مثلاً للعراق واليمن.
لقد قبلت دول الخليج العربي العراق واليمن رياضياً اعتماداً على عوامل جغرافية وتاريخية وكأنها أرادتها بديلاً للحضور السياسي الاقتصادي المشترك، لكنها بقيت رافضة لقبولها بشكل تام، الذي لو حصل فلربما كان حلاً لمطبّات كبيرة عانت وتعاني المنطقة منها حتى اليوم.
لقد عانت المنطقة معاناة شديدة من هذا التشظي وكان يمكن لتكامل دول المنطقة أن ينهي التدخلات الخارجية وأن تنتعش التنمية فيها جميعاً بما صرف على الحروب والحماية الأجنبية من الثروات.
لقد أعاد الحدث الرياضي الخليجي هذا التساؤل إلى عقول عربية تخاف التساؤل والتفكير.