العراق ديمقراطي وإن ارتبكت خطواته

884

د. علي الشلاه /

قد نختلف طويلاً في تقييم التجربة العراقية بعد سقوط الدكتاتورية سلبا أو ايجابا لكننا لانختلف على انها تجربة تداول سلمي للسلطة شهدت تغيير الرئاسات الاولى لعدة مرات في سنوات قليلة وكأن العراقيين يريدون تعويض ما فاتهم زمن الدكتاتور الإله.

ومن تجربتي الشخصية فقد عرفت 3 رؤساء جمهورية باستثناء اعضاء مجلس الحكم و5 رؤساء وزارات و5 رؤساء برلمان في 15 عاماً وهم وان كانوا اشخاصاً من لحم ودم فانهم يمثلون رؤى سياسية مختلفة يمكن تمييزها بسهولة كما يمكن تمييز الصعوبات التي رافقت ترشيحها للمناصب تلك بسهولة أيضاً.
دار ذلك كله برأسي وأنا ادخل قصر السلام دون تفتيش يذكر لمقابلة الدكتور برهم صالح رئيس الجمهورية والذي استقبلني كعهدي به ودوداً وأخوياً وتحدث قليلا عن رؤيته كرئيس لكل العراقيين ومصاعب المرحلة الراهنة، قبل ان نتحدث عن الثقافة والاعلام العراقيين وهمومهما وألمس ان الرئيس مازال يشاركني الطموح نفسه بفعاليات ثقافية عراقية دولية كبرى تحدثنا عنها قبل اعوام بمنزله في السلمانية ، كما ذكر لي حديثه مع قداسة البابا مؤخراً (في روما) حول حضارات العراق وضروة العناية بها عناية استثنائية.

ولكي لايفهم انني اجامل (صديقي) الرئيس فانني اقول ان مهمته ليست سهلة وان المطلوب منه كثير وكثير جداًً لاسيما في الجانبين السياسي والثقافي وان مواطنيه العراقيين جميعاً بمختلف منابتهم وعقائدهم يعولون على مناخ وطني متسامح يشيعه رئيس الجمهورية برمزيته الكبيرة ويمكن ان تكون رغبته بتفعيل الثقافة العراقية هي اولى خطوات الحل في بلد جميع مشكلاته ثقافية وحضارية في جوهرها وان توهم بعضهم غير ذلك.

اعود الى الديمقراطية لأقول ان العراق ديمقراطي وان ارتبكت خطواته وان حرية التعبير والتداول السلمي للسلطة دليلي على ذلك.