الكاظمي بين خطبتين

724

#خليك_بالبيت

يوسف المحمداوي /

تحدَّثنا كثيراً وفي مناسبات عدّة عن معاناة العراقيين ومآسيهم من أزمات حرف الكاف، ولو ذكرت تلك الأزمات وتفاصيلها لا أظنّ بأنّ مقالي هذا سيكون منصفاً في استخراج الوصف الدقيق لنوائبنا مع هذا الحرف، ولكي لا نسهب في الكلام دون الوصول للمغزى؛ سنذكر بعض عناوين تلك الأزمات من دون ذكر التفاصيل فهي معلومة وعاشها الجميع ومنها “كردستان، كركوك، كاتم الصوت، الكويت، كوندليزا رايس، كلينتون، أبو بكر البغدادي، كتل وكيانات سياسية، كتل كونكريتية، كوليرا، كهرباء وغيرها من الكافات التي فاتنا ذكرها، حتى وصلنا إلى كاف الطامة الكبرى وهي فايروس كورونا والمصيبة أنَّه حتى في المصطلح الأجنبي لهذا الوباء لا يخلو من حرف الكاف، فهو يسمّى kv19، هذا الوباء الذي بطش بالعالم كقاتل خفي لم تجد له أكثر دول العالم تطوراً وتحضّراً ونحن نعيش عصر العلم والتكنولوجيا أي وسيلة علاجية للقضاء عليه ولو نسبياً، والحلّ والحال أصبح تحت رحمة الخالق سبحانه وتعالى، فلجأ الجميع إلى حرف كاف آخر وهو الكمّامات ولأوّل مرّة نجد هذا الحرف يعيننا في بلوانا ويهوّن من قلقنا ويصبح الساتر الأوّل والمنيع ضد هذا القاتل الذي حصد آلاف الأرواح من غير رأفة ولا رحمة، ومع إطلالة هذا الحرف العطوفة نتمنّى بسرائر نقيّة أنْ يكون حرف الكاف لسيادة رئيس الوزراء الجديد الكاظمي كما هو كاف الكمّامات الحامي والحارس للوطن والمواطن الذي ينظر إليه كمنقذ لما تبقى من هذا الوطن المبتلى، وهو كما عرفته من خلال عملي معه في مجلة الأسبوعية أهلٌ لذلك، وأتمناه كما يتمناه أي عراقي أن يكون حرّاً في الاختيار بين خطبتين، الأولى قالها أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) حين نقل عاصمة الخلافة الإسلامية من المدينة المنورة إلى الكوفة: “يا أهل الكوفة إذا أنا خرجت من عندكم بغير رحلي وراحلتي وغلامي هذا فأنا خائن”، وكانت نفقته تأتيه من غلّته بالمدينة من ينبع.
الخطبة الثانية قالها الخليفة العباسي أبو جعفر المنصور بمجلس في بغداد: “منذ أن ولّيت عليكم رفع الله عنكم الطاعون”، فقام رجل في المجلس صائحاً: “لأنّ الله تعالى أكرم أن يجمع علينا المنصور والطاعون”.
الخطبة الأولى يا دولة رئيس الوزراء لك ولوطنك ولشعبك، والثانية التي لا نتمنّاها لك ستكون عليك وأنت سيّد الاختيار ولك القرار.

النسخة الألكترونية من العدد 360

“أون لآين -3-”