المثلث الغرامي .. أيضاً!
جمعة اللامي/
لا يطيق المغني الأمريكي الراحل مايكل جاكسون رؤية بشرته “السوداء” فيلجأ إلى التحايل على نفسه وتاريخه الشخصي، ويتعمد أن يتلبس دور (الجلاد) الأبيض، في محاولة للانتقام من “الآخر” الأبيض ذاته، مرات في عنف الجسد الأسود، ومرات في “الاعتداء” على “جسد أبيض” حتى لو كان صاحبه ابن عشر سنوات.
“أعطاك الله وجهاً، فصنعت وجهاً سواه”.
(شكسبير)
وهو، جاكسون المليونير الذي لم تنقذه الثروة من التباسات أخلاق وثقافة تداهمه حتى داخل قلبه، أسهم “الحلم الأمريكي” في إنتاجها، ليس بوصفها كائنات إنسانية سوية، وإنما باعتبارها “مخلوقات عمل” تخاصمت مع الكنيسة، ومع مدونات الأدب الأمريكي التي تمجد الإنسان، ومع بيان الاستقلال الأمريكي، أيضاً.
إن ثقافة “الشذوذ الجنسي” في الولايات المتحدة، أقدم عهداً من “الرابطة القومية للمثليين والمثليات في أمريكا”، وقالت هذه الرابطة في بيان علني في 15 تموز – يوليو 2001، إنها تمكنت من جذب 282 ألف أمريكي لممارسة السلوك الجنسي غير السوي، وإنها تطمح إلى رفع ذلك العدد إلى 350 ألف شخص في الفترة التالية.
ودخلت هذه “الرابطة” إلى المدارس الأمريكية، بنيناً وبنات. واستطاعت اصطياد 300 ألف من المتحولين جنسياً إلى “ثقافتها”، وهناك الآن في أمريكا حديث لا ينقطع، فضلاً عن النوادي والمزارع الخاصة، لما يعرف بـ: “المثلث الغرامي” أي أن يشترك اثنان في محبة شخص واحد!
هذا هو بعض حال “ثقافة العنف” الأمريكية، التي تجلت بوجود مليوني شخص أمريكي في سجون الولايات المتحدة، تقوم على “خدمتهم” نصف دزينة من “شركات أمن خاصة”، حيث تتناسل “ثقافة الشذوذ” بتحريض من شركات هوليود السينمائية التي عرضت المسيح – والعياذ بالله – شاذاً جنسياً.
إن كاتباً أمريكياً اسمه ديفيد غارلاند، علّق جرس الإنذار في كتابه المعنون: “ثقافة السيطرة: الجريمة والنظام الاجتماعي في المجتمع الأمريكي المعاصر”، لكن لا أحد في البيت الأبيض، ولا في الكنيسة، استمع إلى تحذيراته.
يقول غارلاند إن الجريمة في الولايات المتحدة ارتبطت بالفقر والثقافة العنصرية. ولعل الـ”50” مليون أمريكي من “المحافظين الجدد” سيقومون بدور القنبلة التي ستفجر أمريكا من الداخل.