امسحها بخشمك..!

787

نرمين المفتي  /

أصيب صديق إعلامي بكوفيد ١٩ (كورونا) وكان قد أخذ الجرعة الأولى من اللقاح فقط، أي أنه “علمياً” لم يكن محصناً ضد الإصابة، لذلك كان حريصاً على نفسه لأجل سلامة أسرته، لم يغادر البيت إلا نادراً مرتدياً الكمامة والمطهِّر في جيبه.
اضطر مرة إلى مراجعة دائرة الجنسية للانتهاء من معاملة البطاقة الموحدة، ولأن المعاملة تحتاج بصمة الأصابع، التي لم تظهر، فقد طالبته الموظفة المسؤولة أن يمسح أنفه بأصابعه قائلة له “امسحها بخشمك”، لوجود إفرازات دهنية على الأنف تساعد في إظهار البصمة، لكنه انتبه إلى عدم وجود معقِّم أو مطهِّر قرب جهاز البصمة للتعقيم بعد الانتهاء من كل معاملة. هكذا تؤكد الإجراءات الصحية لتفادي تلوث الأصابع وإمكانية الإصابة بنقل الفيروس أثناء الضغط عليه لطبع البصمة، وهكذا أرغم على إنزال كمامته قليلاً ومسح أنفه بضع مرات حتى ظهر طبع بصمته.. وفي غضون ساعات، ارتفعت درجة حرارته، لتؤكد المسحة إصابته بكورونا.. واستناداً إلى هذه الحالة، نستطيع أن نخمن كم من المراجعين أصيبوا بكورونا في ذلك اليوم أو قبله؟ لا أقول بعده، لأن الإعلامي اتصل بالجهات المختصة وأبلغهم بوجوب توفير المعقِّمات قرب أجهزة البصمة ولم يراجعهم ليعرف هل استجابوا لطلبه أم لا!
حالات مثل هذه سيستغلها بعض من يبثون الشائعات في عدم فاعلية اللقاحات في منع الإصابة، على أن الطب يقول إن احتمال الإصابة في المدة التي بين الجرعتين تصبح أكثر، وكذلك يؤكد أن اللقاح بجرعتيه لا يمنع الإصابة بل يخفف من أعراضها مع الأخذ في الحسبان نسبة المناعة التي يحققها كل لقاح وهي من ٧٦ حتى ٩٧٪ استناداً إلى نوعية اللقاح، أي أن هناك نسبة قد لا تنجح ويصاب الشخص بكورونا بكل أعراضه، أما النسبة المشار إليها فإن حدثت الإصابة فستكون خفيفة جداً، وقد فاجأتني سيدة بمنشور عصبي على مواقع التواصل الاجتماعي تشكك فيه بنوعية اللقاحات المتوفرة في المراكز الصحية والمستشفيات، وأنها ليست (الأصلية)، كما كتبت في منشورها أن اللقاحات (الأصلية) غير مجدية، فكيف يكون الحال بلقاحات غير (أصلية)، وكان سبب عصبيتها وحنقها أن ابنها بعد أسبوع من أخذه الجرعة الثانية من اللقاح أصيب بكورونا.
على أنني استمعت إلى نصيحة في المركز الصحي بعد أخذي الجرعة الثانية وهي أنه لابد من الحذر في الأيام الأولى بعد الجرعة الثانية، وأن أخذ اللقاح بجرعتيه لا يعني التخلي عن الكمامة، مع توخي الحذر في عدم لمس الوجه بدون تعقيم اليدين أو غسلهما، والتخلي عن الكمامة وعودة الحياة إلى طبيعتها يستلزم أن يأخذ ٧٠-٨٠٪ من العراقيين اللقاح، وهناك كميات متوفرة من اللقاحات المختلفة في كافة المحافظات مع استمرار استيراد وجبات، الواحدة تلو الأخرى..
وتأكدوا من أنوفكم قبل مغادرة البيت إلى إنجاز معاملة تتطلب بصمة..!