بالمرصاد

433

يوسف المحمداوي /

سئل اعرابي : أين ربك؟ فأجاب : بالمرصاد… ولاأدري هل يعرف من تسلموا زمام السلطة في بلدنا ما بعد التغيير أن الله بالمرصاد، أم أنهم تركوا مخافة الله خلفهم وسعوا باجتهاد واصرار غير مسبوق إلى خراب وطن وقهر مواطن، وجميعنا يتذكر الوعود الوردية التي قطعوها لنا في بداية مرحلة النظام الجديد، وأتذكر جيدا تصريحاً للمرحوم أحمد عبد الهادي الجلبي يقول فيه ان مفردات البطاقة التموينية ستتنوع وتصل الى اربعين مفردة من ضمنها المشروبات الغازية! لكن مانراه اليوم هو ان القائمين على هذا المنجز رفعوا الصفر عن ذلك الرقم لتبقى أربع مواد فقط توزع بالتناوب ولم توزع مكتملة والأخبار تشير الى انقطاعها بالتمام، وايضا أتذكر تصريحات السيد حسين الشهرستاني بأن العراق سيقوم بتصدير الطاقة الكهربائية الى الخارج في العام 2013! واليوم ونحن نعيش في العام 2021 ولاتزال معضلة انقطاع التيار الكهربائي تمثل احدى النقم التي يعاني منها المواطن العراقي الذي استنزفت منه المولدات الأهلية مردوداته المالية البسيطة التي لاتكفيه قوت يومه.
الوعود الوهمية من قبل الدولة كثيرة وكبيرة والكثير من المواطنين عاشوا مرحلة حروب الطاغية المقبور هدام وما أكثرها وكانت الحكومة في ذلك الزمن الأغبر تمنح عائلة الشهيد في تلك الحروب قطعة أرض وسيارة بالاضافة الى مبلغ مالي قدره (40) ألف دينارا في حينها كانت كافية لشراء اربعة دور سكنية في العاصمة بغداد فضلا عن مرتبه التقاعدي، أما اليوم وتحت ولاية ساستنا الجدد عوائل شهداء حروبهم الداخلية سواء مع القاعدة او عصابة داعش لم يحصلوا على أية مكرمة سوى الوعود الزائفة التي تفننوا بإطلاقها بين آونة وإخرى وإكتفوا بمكرمتهم الكبيرة ! وهي إطلاق المرتب التقاعدي لعائلة الشهيد الذي ضحى بدمه الطاهر من إجل تحرير الأرض من أمراء القتل والجريمة ليترك عائلته تحت ظلم الساسة الجدد الذين تجاهلوا وتناسوا تماما أنهم لولا دماء الشهداء الزكية لكانوا اليوم مهجرين في الدول التي يحملون جنسياتها الى الآن وليس في القصور العاجية التي يقطنونها في الوقت الحالي، وآخر هبات الساسة الجدد للمواطنين هي التصريحات المتناقضةالتي نسمعها على مرتبات الموظفين بذريعة العجز المالي إذ أنهم هم السبب بوصولنا الى الانهيار الاقتصادي من خلال سوء الادارة والفساد الذي اصبح اليوم ينخر في جميع مفاصل الدولة، وغضوا الطرف عن المقولة التي مفادها” الأصل في السياسة أن تكون الدولة عارفة بأحوال رعيتها، فتعاقب منهم أهل الشرور المفسدين، وتكافئ اهل الخير المحسنين”.