تجاري للعظم!!

873

محسن أبراهيم/

في ثمانينات القرن المنصرم كانت المناطق الشعبية تزخر باقامة حفلات الأعراس وكان لابد أن يحييها مطرب ذو شهرة كي يتفاخر صاحب الحفل بحفله, بالطبع أن الذائقة كانت مختلفة من جيل لآخر فهناك من يفضل مطربي الريف، وهناك من يفضل المطربين الشباب, المطربون الشعبيون امثال صباح الخياط وحسين البصري كانت لهم حظوة كبيرة وبرغم شعبيتهم التي انتشرت في معظم ارجاء العراق، الا أنهم كانوا يتمتعون بحسن الخلق والتواضع وفي كثير من الاحيان كانوا يحيوون الحفل مجانا أن تعسر على صاحب الحفل دفع المبلغ, في هذه الفترة ظهر بعض من ادعياء الطرب وراحوا يروجوا لانفسهم ويطلبون مبالغ خيالية لأحياء الحفل, يحضرني منهم شخص يدعى كاظم، هذا الشخص غالبا ماكان يكرر أنا مطرب الأذاعة والتلفزيون، كان من السهل معرفة ادعائه الكاذب لسبب بسيط جدا هو اننا لانملك في تلك الفترة سوى قناتين تلفزيونيتين, ذكر لنا أنه أدى أغنية وطنية بعنوان (أي بله) وبعد البحث والاستقصاء أكتشفنا أن الاغنية كانت للثنائي هيثم يوسف ومهند محسن وصاحبنا كان ضمن الكورس الغنائي الذي يصل تعداده الى أكثر من 100 شخص. ذكرني موقف صاحبنا ببعض ادعياء الفن في وقتنا الحاضر، خصوصا بعض فنانات المسرح التجاري، اللواتي لايملكن تاريخا فنيا سوى هز الأكتاف على إيقاع الوحدة ونص, وحين نريد أظهارهن على صفحات الصحف والمجلات أيمانا منا بدعم المواهب الشابة، نتفاجأ بطلبهن مبلغا من المال لقاء أجراء أي حوار, ولو نظرن نظرة سريعة للأسماء التي ظهرت على صفحات مجلتنا من فنانين عرب وعراقيين يملكون من التاريخ الفني مايوزي اعمارهن لفضلن الجلوس خلف كواليس المسرح, وعلى كيفج ( يا فاتن حمامة)!!