ثمنُ الابتسامة في الوجوه
جواد غلوم/
حينما نجول بين الناس في مراكز التجمعات نلحظ بان هناك شعورا بالاختناق والنرفزة والسخط والتوتر والنظرات العدوانية الظاهرة في الوجوه والنظر الشزر؛ وتكاد تكون هذه الحالة ظاهرة شائعة في كل مرافق الحياة، في الشارع والسوق وأماكن العمل، وتكاد الابتسامات تختفي من العابرين والسابلة وكأن التجهّم والانقباض سمة شائعة وظاهرة في طلعات الناس أينما اتجهتْ وحيثما حلّت.
ترى لماذا لا يبتسم العراقيون مع ان الابتسامة تتيح للقلب الراحة وتخفّض من ضغط الدم وتقلل الإجهاد ويشعر باقي الجسم بالراحة كما انها تعطي إحساسا بالتعاطف مع الآخرين وخلق الثقة المتبادلة في المجتمع؟.
وهل اكثر من الابتسامة حافزا لدفع الانسان نحو العمل وزيادة الانتاجية والعطاء وتزيد من حالة التعاطف بين البشر من خلال زيادة افراز مادة “الاندروفين” التي تخلق مزاجا حلوا وشعورا بالسعادة والتآلف والمودة لكل من تلقاه، وقد أثبتت الدراسات النفسية ان البسمة العفوية البارزة في طلعة الانسان تخفف كثيرا من الآلام وتعد مسكّنا طبيعيا لاي حالة وجع أو ألم قد تمر بك وتزيد من مناعة الجسد لمواجهة حالات الاكتئاب والسوداوية وتُظهرك أقل من عمرك الحقيقي.
حقا نعجب نحن العراقيين اذا رأينا احدا دائم الابتسام فيتبادر الى أذهاننا شيء غير قليل من التساؤل لمعرفة سرّ هذه البسمة مع انها حالة طيبة تشرح الصدر وتبعث البهجة في النفوس.
هنا في بلادي لو ابتسمت لاخيك سيقول لك: عجَباً؛ ما الذي تريده مني؟!
ولو اقبلت على أمّك ضاحكا مبتسما ستقول لك: خيراً ما الذي عملت لنفسك حتى تنفرج أساريرك!.
ولو أقدمت على أبيك مبتسما سينهرك ويقول لك: اذهب ليس عندي مال أعطيه لك فأغرب عن وجهي.
أما لو ابتسمت لغريب سيبادرك بالسؤال: هل تعرفني؟ أتريد ان تصنع مثيلاً لي؟
أخيرا وبعد ان تلقى الجفوة من هؤلاء أقرب المقربين لك، ستلجأ وحدك ضاحكا مبتسما؛ عندها ستسمع من يقول انك سائر باتجاه طريق الجنون وستصل سريعا الى ملاعب الشماعية.