ثورة ضد الفساد

176

نرمين المفتي
الحسيني الحقيقي هو الذي يواجه الفساد بكل أنواعه، ولاسيما أن المواطنين يعرفون جيداً الصادق من الكاذب
كتبتُ في الحيز نفسه مع بداية شهر محرم الحرام أن الإمام الحسين (عليه السلام) خرج في ثورته لهدفٍ سامٍ كبير، هو الإصلاح ضد الفساد، في كل مفاصل الحياة. هذه المرة، ونحن على مشارف الأربعينية، أكتب مقترحة أن نحيي شعائر ثورة الإصلاح بثورة مثلها. أعرف مسبقا أنه اقتراح متأخر، لكن لا بأس في أن نفكر فيه منذ الآن للسنة المقبلة.
اقترح ثورة رسمية وشعبية ضد الفساد، مع علمي مسبقاً بأن هناك من يعمل للإصلاح الشامل الذي خرج لأجله الحسين (ع). ثورة تستهدف الفساد المالي والإداري، واستغلال السلطة، والمحاصصة والمحسوبية والوعود الكاذبة، والامتيازات غير المعقولة، والتفاوت الكبير في سلم الرواتب. بالعمل الجاد لإعادة الجامعات العراقية إلى مراتب متقدمة في التصنيفات العالمية، والخطوة نفسها مطلوبة وضرورية مع جواز السفر العراقي، وتطوير الأداء التربوي، وتحسين قيمة الدينار العراقي. والأهم أن يكون سؤال (من أين لك هذا؟) حاضراً دائماً يوجه مباشرة، بدون انتظار. الوثائق التي ستأتي حتماً بعد السؤال، والعين هنا وثيقة أيضاً، ترصد مظاهر الثراء الفاحش الذي من المستحيل أن يحققه الراتب والامتيازات.
كذلك لابد من رصد المحتوى الهابط والقضاء عليه، هذا المحتوى الذي تقوده فاشنيستات أو (موديلز) ينشرن مظاهر ثرائهن الفاحش، مما يخدع ويغري فتيات مراهقات بالاحتذاء بهن، اللواتي كلما اعتقدنا أنهن تراجعن عن تصرفاتهن، تخرج علينا مواقع التواصل الاجتماعي بفيديو جديد تظهر فيه إحداهن وهي تهدد وتصرخ.. باسم مسؤول!
ولا ننسى الإشارة إلى المخدرات والعنف الأسري والتصريحات التي تدغدغ العواطف فقط، وهناك نقاط عديدة أخرى، ربما لن تتمكن ثورة الإصلاح التي اقترحتها في التو أن تحققها، لكنها ستدق الجرس، لأنها ستكون ثورة ممتدة على مدى خمسين يوماً، تبدأ منذ الأول من محرم وتنتهي مع العشرين من صفر، وهذا لا يعني أن مواجهة الفساد ستتوقف في الأيام الأخرى، أبداً، بل إن هذه الثورة ستكون ظهيراً لهذه المواجهات.
إن الحسيني الحقيقي هو الذي يواجه الفساد بكل أنواعه، ولاسيما أن المواطنين يعرفون جيداً الصادق من الكاذب، والمنتمي إليهم من المنتمي إلى مصالح حزبية وفئوية وخاصة ضيقة لا تلتفت إليهم.. ولتستمر الثورة الحسينية طالما استمر الفساد والظلم.