حشد وطني.. حشد إعلامي

1٬110

محسن ابراهيم/

حين يوظف إلاعلام لترويج فكرة ما ويستخدم كل الطرق غير المشروعة لإقناع الرأي العام بهذه الفكرة, حتما سيكون شرف المهنة في مهب الريح. وحين يوحي الإعلام المقروء والمرئي بحياديته لاستقطاب المشاهدين والقراء من خلال برامج أعدت خصيصا لهذا الهدف, وحين تشوه الحقائق من أجل غايات سيئة حينها ستفقد المهنة شرفها وتتحول الى أداة للتضليل والفساد وبث الأكاذيب وزرع اليأس في نفوس المواطنين. شرف المهنة يحتم على كل من يدعي إنه إعلامي أن يبتعد عن المزايدة والابتزاز والتشويه وأن يحكم ضميره المهني ويبتعد عن إثارة النعرات الطائفية، وأن يلتزم الحياد دون اللعب على حبال الفتنة. وهنا لابد أن يتيقن القارئ والمشاهد إن هذه القنوات الإعلامية قد كشرت عن أنيابها وإزالة قناع الحياد للمتاجرة بمعاناة ودماء العراقيين. كذب وتدليس وتلفيق في تقارير صحفية وتلفزيونية تجافي الحقيقة في كل حرف ودس للسم بالعسل والعبث بالأمن الاجتماعي والعزف على أوتار الفئوية والطائفية مغردة خارج سرب الوطن عازفة على موال الاجندات الخارجية, ومراسلون يذرفون الدموع حسرة وألما على النازحين, النازحون الذين لجأوا الى أخوتهم في القوات الأمنية بحثا عن الأمان من بطش داعش وممارسته الدنيئة, تناسى القائمون على هذه القنوات كيف كانت برامجهم الرمضانية تذل المواطن العراقي في سبيل الحصول على مكواة أو خلاط عصير. كان لابد من أن تكون هناك جبهة مضادة من أجل كشف زيف هذه القنوات, وبناء إعلام وطني يرتقي لمستوى التحديات، وينجح في عكس صورة العراق ومعركته المشرفة، فكان تحالفا إعلاميا وطنيا رسخ القيم الوطنية وبث الحقائق قبل تزييفها.