حـبّ!
جمعة اللامي
“إنك معي، هنا، حيث أنا.
إنني أعيش، هنا، وكأنني أعيش
معك. ولكن أي حياة بدونك؟”
(بتهوفن – إلى: الحبيبة الخالدة)
“لقد كتب علينا – عليّ وعليكِ – أن نحترق بنار الشوق والبعاد. فكلما حلمنا باللقاء، وقف القدر ليلقي بكل منا في مكان قصيّ بعيد. إنّ الشوق يشدني إليكِ، والواجب الوطني يبعدكِ، أو بالأحرى يبعدني عنكِ.
وأنا ضائع بين شوقي وواجبي.” ويكتب “الإمبراطور” إلى حبيبته أيضاً: “إنني آمل أن أتمكن من العودة إلى فرنسا خلال الشتاء، ولو لمدة وجيزة، كي أراكِ، وأطفئ لهيب شوقي إليكِ!”هكذا كان نابليون يخاطب جوزفين.
وقبل سنوات، بل قبل حِقب، كتب غريب المتروك إلى “امرأة مجهولة”، بدم قلبه، كلمات وكلمات، هنا بعض من حروفها:
لا سلطان على الحب، إلا الحب نفسه.
فكل نفس ذائقة الموت، وكل نفس ذائقة الحب، والحب يعلو ولا يُعلى عليه.
الحب عصف بآدم، والحب ذهب بعقل غيفارا، والحب قدر الكون، ومملكة من دون حب، أفضل منها بكثير جمهورية الجلاميد. فالجمادات، لو تدرين، في حالة حب مطلق. ولا يعرف هذه الحالة، ولا يحسّ بها، ولا يترجم لها، إلاّ المحبون!
وطَبْعُ الهوى الخَبَلُ، يا نور عيني.
وما عاشق إلا حراً، وما حرّ إلا المتوّج امبراطوراً للمجانين.
وذات يوم، روى غريب المتروك، أن “المجنون” كتب إلى “زينب” رسالة، جاء في بعض منها:
يذكّرني بك المطر عندما يغسل الرمل باحة السجن،
يذكرني بك نعاس الحدائق..
واختبال الورد إذ تمرين بجوار جدار المدرسة،
فأهاجر إليك، كما الحجيج، تاجي فوق هامتي،
وحبك كتابي.
اختبلتُ، بل كلي مخبّل، يا نور قيعان البحار، وضوء النجوم السود!
وفي باكستان، كان ذلك في سالف الأيام، نقاش لا يتوقف على أعمدة الصحف، حول حكاية “حسن” و “أشفين”. قال “مسرات ساهو” والد “أشفين”: “أعطيتها أقراصاً منومة في فنجان من الشاي، ثم خنقتها بوشاحها.” كان هذا الوالد يتحدث للشرطة، مكبلاً بالحديد، راوياً كيف قتل ابنته “أشفين”.
“أشفين” طالبة جامعية، أحبت زميلها “حسن”. ومن سوء حظ العاشقين أن عائلتيهما متعاديتان. وهكذا لم تسمحا لهما بالزواج، بل إن “مسرات ساهو” زوّج “أشفين” من رجل آخر.
قُتلت “أشفين”، ولا يزال “حسن” مختفياً عن الأنظار، لكن الحب يبقى، يعلو ولا يُعلى عليه. أليس كذلك يا صديقتي؟!