داخل حسن وأم كلثوم!!

988

محسن ابراهيم/

منذ أربعينات القرن الماضي كان للأغنية العراقية سفراء عدة أبهروا الجمهور العربي بالشجن العراقي واضعين الأغنية على مسار سكة الغناء العربي, سفراء لم يكن همهم سوى الغناء والبوح بما يجول في خلجات النفس بعيدا عن إستجداء الشهرة والأضواء, نتذكر جميعا الفنان ناظم الغزالي وتفاعل الجمهور في البلدان العربية مع أدائه الرائع للمقام العراقي, داخل حسن وحضيري أبو عزيز كانا سفيرين فوق العادة ربما سيظن بعضهم إن اللهجة الجنوبية ستكون عائقا أمامهما وهنا أذكر حادثة طريفة، فحين ذهابهما الى القاهرة في الخمسينات من أجل إحياء عدد من الأمسيات الغنائية  وبعد وصولهما المدينة الزاخرة بكل شيء  وجهل المصريين للهجة العراقية دفع حضيري أبو عزيز بأن يقترح على داخل حسن وباللهجة الجنوبية المحببة (خوية داخل ما تخل انرد لهنه).  وحين صعدا على خشبة المسرح في أحدى الأماسي المنقولة على الهواء مباشرة راح الشجن السومري يتغلغل في أعماق المستمعين وراحوا يتمايلون طربا لعذوبة صوتهما, وبعد عودتهما الى بغداد تم توجيه السؤال الى حضيري أبو عزيز عن الغرض من زيارة القاهرة فأجاب (رحنا ننطي دروس لأم كلثوم بالغناء). موقف آخر للفنان داخل حسن مع سيدة الغناء العربي أم كلثوم, حيث التقى بها في حلب أثناء تسجيله لإحدى الاسطوانات سمعت صوته واعجبت به كثيرا ودعته إلى القاهرة ليغني هناك ولكنه أعتذر لها قائلا: (يا ست الله ايخليج آنه أبغداد كوة امدرج لهجتي أنوب تريديني اغني بالقاهرة اشلون ادبره وياهم) فضحكت أم كلثوم وقدمت له هدية عبارة عن قطعة من الملابس إلى زوجته وقدم لها شالا ظلت محتفظة به إلى أن توفيت.