رئيس التحرير الراحل

937

جمعة الحلفي/

أيام الشباب، وياليتها تعود يوماً، كانت هوايتي كتابة رسائل الحب.

بعضها كنت أرسله لمن أحب حقاً وبعضها الآخر كنت أكتبه في سبيل التسلية وقضاء الوقت ولم أرسله لأحد. لكن بعضاً ثالثاً من هذه الرسائل كنت أكتبه نيابة عن أصدقاء عشاق لكنهم لا يجيدون كتابة رسائل الحب. وكان هذا من أطرف وأصعب الواجبات، إذ كان عليّ أن أتقمص دور العاشق الولهان من دون أن أرى أو أعرف من هو المعشوق بالتحديد. وكنا في تلك الأيام الخوالي نكتب هذه الرسائل على أنواع خاصة من الورق جميلة وأنيقة، منها ما هو ملوّن ومصقول ومنها ما كان يحمل صوراً ورسوم طيور وزهور. وكان أكثرها تفضيلاً واستعمالاً الورق الذي يحمل صورة قلبين تخترقهما سهام العشق.