سيطرة “الأثار” ثانية!

1٬192

د.علي الشلاه/

بالتوقيت ذاته، وفي المكان ذاته، وبالوحشية ذاتها، يفجر ارهابي داعشي نفسه في سيطرة الأثار في مدخل مدينة بابل الأثرية ومدينة الحلة المزيدية ليترك عشرات الشهداء والجرحى يرسمون خارطة الحزن الكربلائي من جديد في اصرار واضح على قتل الانسان العراقي وحضارته منذ فجر التأريخ وحتى اليوم.
ولعل المسلات والملاحم وأسطورة الخلود البابلية تحار اليوم في فهم فلسفة البحث عن الموت لدى الارهابيين في الألفية الثالثة بعد الميلاد، في حين حاولت هي الخلود والاصرار على الحياة في الألفية الثالثة قبل الميلاد.
أي نصر وأي هدف نبيل ذلك الذي يقتل طلاب الجامعات والمدارس الذاهبين الى مقاعد دراساتهم؟ واي اسلامي هذا الذي يفجر نفسه على المسلمين مع آذان الظهر؟.
وهل يستمر هؤلاء الارهابيون بالعثور على حواضن تؤويهم في بعض القرى والنواحي القريبة من بغداد والمحافظات، ولا تستطيع القوات الأمنية ملاحقتهم بحجة حقوق الانسان والخوف من الاتهام الطائفي من هذا الطرف السياسي أو ذاك؟
وهل ترى الجامعة العربية ومالكوها دماء الأبرياء في العراق، أم انها مشغولة بالدفاع عن مرجعيات الارهاب وفقهاء الظلام وادانة المضحين الشرفاء؟
أليس من حق العراقيين ان يصرخوا في صحراء الضمائر العربية الجرداء، يا … وحدنا تعبيرا عن احتجاجهم على عدم اهتمام أبناء عمومتهم العرب المشغولين بقصف عظام أسلافهم في اليمن.
ان تكرار الجريمة زماناً ومكاناً، يوجب علينا ان نحفر في الذاكرة تواريخ تلك الجرائم واتخاذ تدابير استثنائية كلما اقتربت مواعيدها.. وان لا نغفل أبدا، فعدونا لا يعرف الشرف ولا الأنسانية ابدا.

السلام على سيطرة الاثار

حيث أفاقت حروف المسلة صبحاً

على حفل موت الضمير

السلام على بابل في البداية

السلام على حلة في الختام

السلام على العراق