شعب ( شعليّه )

764

نرمين المفتي /

في مثل هذا الوقت من كل عام، و اقصد الاعتدال المناخي، يستمر تجهيز الكهرباء (الوطنية) لمدة ٢٤ ساعة يوميا.
والسبب عدم استخدام اجهزة التكييف، اعرف ان المناخ العراقي في الصيف الطويل والشتاء القصير لا يُطاق، لكن بترشيد الاستهلاك، قد نستطيع ان نزيد ساعات التجهيز. لا احاول الدفاع عن وزارة الكهرباء والتي صرفت المليارات من الدولارات كانت تكفي لشراء محطات توليد عملاقة تنتج ما يفيض عن حاجة العراق وتصدر الفائض وتكون مصدر دخل قومي آخر غير النفط، والتلكؤ الذي حدث وكيف صرفت المليارات دون أي تقدم ملحوظ ليس شأننا، انما شأن السلطات الرقابية المختصة.
هنا احاول الإشارة الى ترشيد الاستهلاك. ففي دول لديها فائض من الكهرباء، لا تنقطع التوعية من خلال اعلانات وسپوتات تلفزيونية عن ترشيد الاستهلاك، خاصة وان صناعة الكهرباء مكلفة جدا و هناك دول تفرض رسوما إضافية على الكهرباء استنادا الى حجم الاستهلاك. مسألة اخرى مهمة و هي امتناع الكثير عن دفع فواتير الكهرباء، والسبب، كما سمعته هو “ليش ندفع و يبوكوه”!! وهذا سبب لا يختلف عن الفساد. علينا ان ندفع ما علينا والذي سيتصرف به ضد القانون، اذا لم تتم محاسبته الآن، فان سمعته السيئة ستطارده وعائلته جيلاً بعد آخر تكفيه حساباً وعقاباً. كذلك لابد من الإشارة الى التجاوزات الهائلة على منظومة الكهرباء سواء في بغداد او المحافظات الاخرى، خاصة في الأحياء السكنية العشوائية. لنتخلص من كلمة (شعليّه) التي تسببت في استمرار وضع الكهرباء على ما هو عليه، بل استمرار الوضع في العراق على ما هو عليه. ان تعديل الأوضاع، الكهرباء والنظافة والقضاء على الفساد وغيرها من المشاكل المستعصية، مهمة تفاعلية بين المواطن والحكومة بنسب متفاوتة، فمثلاً نظافة الأسواق والأحياء السكنية تعتمد بنسبة كبيرة على المواطن، بينما في محاربة الفساد تكون نسبة الحكومة بسلطاتها الرقابية المختصة أكبر و في الكهرباء كذلك.
ما أشير اليه ليس بطراً او خيالاً، انما قرار لابد ان نتخذه، لنقرر ان نتوقف عن كوننا (شعب شعليّه) ونكون (شعب عليّه) و سنبدأ الخطوة الاولى الحقيقية في استعادة حياتنا الاعتيادية و سنجعل الحكومة تستمع الينا لأنها ستلمس قرارنا، ربما لن نشعر بهذا في البداية، لكننا بمرور الأيام، وهنا الأيام أسابيع وقد تطول قليلا، سنرغمها على الالتفات الينا وتنفيذ ما نريد.. كما نقول بالعامية (أخذوني على كد عقلي)، ان مصطلح (شعب شعليّه) وضعنا في حرج كبير امام الشعوب الاخرى وان كنا نطالب ان يعود العراق الى مكانته بين الدول، لابد ان نعمل على استعادة مكانتنا كشعب بين الشعوب ايضا..