صيام الجيوش الإلكترونية
#خليك_بالبيت
نرمين المفتي /
في كل رمضان، أتذكر صحفيا في بداية عملي، كان إن لم يجد شخصا يغتابه، ينظر إلى المرآة ويغتاب نفسه، حتى لو لم يجد أذنا صاغية، كان يبدو وكأنه يحادث نفسه بصوت عال ليرغم الآخرين على سماعه، وبالنتيجة يبقى لوحده غالبًا، ولا تعرف الابتسامة طريقها إليه. وجاء رمضان، ومع أول أيامه أصبح ،شخصًا مختلفًا ، شخصا (حبّابا) يتجنب الخوض في سيرة الآخرين ويبتسم. تكررت حالته الجديدة هذه، ما أرغمني على سؤاله عن سبب التغيير المفاجئ، وكان جوابه مفاجأة أيضا، قال إنه صائم ولايجوز للصائم أن يتكلم عن الآخرين وتصيد أخطائهم والإساءة إليهم، فهو إما أن يصوم تماما أو لا يصوم. ثم أصبح (ريما) بعد رمضان وعاد إلى عادته القديمة. وحين نبهته أن هذه العودة ستضيع له ثواب صيامه، لم يتقبل و (زعل) مني، واعتبرت (زعلته) حسنة تجاهي وشكرته عليها. كل رمضان أتمنى أن ينتبه البعض إلى أنفسهم ويصوموا مثل ذلك ال(زعلان)، أن يتوقفوا لشهر واحد فقط في السنة عن النفاق واختلاق قصص كاذبة وتسقيط الآخرين والاغتياب.
أحيانا لغرض ما في أنفسهم وأخرى بلا أي غرض ويشعروننا أن هذا التصرف غير اللائق هوايتهم المفضلة. وأضيف أمنية صوم أخرى وهي الصوم عن الفيسبوك، لا أقصد جميع المدونين العراقيين الذين يقارب عدد صفحاتهم ١٥ مليون صفحة ، إنما أقصد الذين يستخدمون الفيسبوك بأسلوب الصحفي، سواء أكانوا جيوشا إلكترونية منظمة أو أفراداً (هوايتهم) الشائعات وتزوير أخبار وصور بالفوتوشوب أو مهاجمة منشور ما، فقط لأن رأيهم ضده ولا يعرفون أسلوبا آخر للحوار . أما الجيوش الإلكترونية المنظمة فحدّث ولاحرج وينجحون أحيانا في رأي عام ضد هذا وذاك لغرض سياسي أو اجتماعي ومالي أيضا ، وبينهم من يجعل من الفاسد ملاكا.. إن صيام هؤلاء يجعل غالبية المدونين العراقيين يعيشون رمضان بلا حرق أعصاب وبلا مشاهدة منشورات تستخدم كلمات غير لائقة.
يفترض أن منصات التواصل الاجتماعي مقاه راقية أو نواد ثقافية واجتماعية وليست أوكارا أو بؤرا للنميمة، والآن تذكرت أمنية صغيرة أخرى، أن يصوم من يستخدم اسما غير اسمه ومن يستخدم اسم امرأة وهو رجل..
صوموا ، في صيامكم راحة الآخرين..