قلق مشروع
د. علي الشلاه/
أيا يكن رأينا وتوجهاتنا السياسية فان التهديدات والعقوبات الأمريكية ضد إيران تشكل خطرا رئيسا على دول المنطقة جميعا وأولها العراق لاعتبارات سياسية واقتصادية وأمنية وجغرافية وتاريخية وثقافية وقبل ذلك وبعده دينية.
وان تلاعب الرئيس الأمريكي ترامب بمصائر الشعوب على طريقة “الكاوبوي” والأمر الواقع لا يمكن التسليم بنجاحها دائما خصوصا اذا ما أخذنا حجوم الدول وفاعليتها الاقتصادية ودورها الدولي والإقليمي بنظر الاعتبار مع ملاحظة تزامن هذه العقوبات على دول متعددة في ان واحد.
فالولايات المتحدة الترامبوية تريد معاقبة روسيا وتركيا وإيران في الحين نفسه بل وتتجاهل سيادة الدول سواء تلك التي تريد معاقبتها او التي تريد أن تفرض عليها الالتزام بهذه العقوبات دون مراعاة الخسائر الكبرى لشركاتها والجرح البيّن بسيادتها واستقلالها .
ومهما قدمت وتقدم الولايات المتحدة من اعذار ومبررات فان العلاقات الدولية لا يمكن أن ترضى بالمنزلق الذي تريد امريكا جرها إليه، ولو احصينا عدد الدول الرافضة لمعاقبة ايران لوجدنا غالبية دول العالم ضد تلك القرارات لانها دق لطبول حرب جديدة لا مبرر اخلاقيا لها ولا تحتاجها منطقة تقف على برميل بارود يمكن أن ينفجر في اية لحظة بل ان بعضه منفجر اصلا.
نعم ان قلق دول العالم وقبلها دول المنطقة واولها دول المنطقة من القرارات الأمريكية قلق مشروع فالعالم لم يعد يحتمل أسلوب رامبو ولا قرارات ترامبو.