كلمة أولى

786

رئيس التحرير/

كلما أسمع أغنية فيروز الشهيرة (اسامينا) أتذكر المقالب التي وقعت فيها بسبب اسمي. في العام 1976 كنت مدعواً لمهرجان شعري في مدينة الثورة، وعندما وصلت أعطاني عريف الحفل قائمة باسماء الشعراء المشاركين في المهرجان وتسلسل دورهم في القراءة، فوجدت اسمي مكرراً مرتين، أخبرت العريف بذلك لكنه فاجأني بالقول: كلا أستاذ ليس هناك خطأ فهناك شاعر آخر اسمه جمعة الحلفي وهو مشارك في المهرجان.

قرأت قصيدتي حينها وغادرت المهرجان ولم أتعرف على شبيهي بالاسم، بعد يومين أو ثلاثة كنت في الطريق من المدينة إلى الباب الشرقي فدفع عني الأجرة شخص جالس إلى جانبي فشكرته وبادر هو إلى تعريف نفسه قائلاً: أنا الشاعر جمعة الحلفي، وللمزاح قلت له ألا تخشى أن أنشر قصيدة رديئة وتحسب عليك، فرد بثقة وصلافة: أبداً أستاذ أنت لا تنشر شيئاً رديئاً.
بعد ثلاث سنوات، وكنا فررنا من العراق هرباً من بطش النظام إلى اليمن الديمقراطي، عندما سمعت لغطاً بين الرفاق يخص وضعي الشخصي، فسألت مسؤولي الحزبي هل هناك مشكلة؟ قال نعم وأعطاني مجلة “النفط والتنمية” التي كانت تصدر في بغداد آنذاك، وفيها حوار مع نقابي يقول أن “العراق في زمن البعث حقق انجازات تاريخية” هذا النقابي هو نفسه شبيهي بالاسم جمعة الحلفي، وبعد جهد تفهّم المسؤول قصتي مع هذا الجمعة الحلفي.

وفي مطلع الثمانينات كنت في سوريا عندما وصلني طرد عبر البريد فيه رواية “إمرأة القارورة” الفائزة بجائزة مجلة الناقد في لبنان، وهي للروائي سليم مطر ومع الكاتب رسالة صغيرة قرأت فيها التالي: “أخي العزيز جمعة الحلفي أبعث لك روايتي الجديدة ومعها تحياتي وأود أن أخبرك أن اسمي الحقيقي هو جمعة الحلفي ولأنك معروف قبلي وأكثر مني في الوسط الثقافي والإعلامي فقد اخترت اسماً مستعاراً هو “سليم مطر”. كانت هذه أجمل وأطرف مصادفة لتشابه الاسماء، وقد سررت أن كاتباً مبدعاً مثل سليم مطر يتشارك معي بالاسم نفسه، وليس شويعراً بعثياً كاد يورطني مع الحزب!.