كيف تحصل على اللجوء في سبعة أيام
دلال جويد/
على غرار الكتب التعليمية التجارية مثل كيف تتعلم الألمانية في سبعة أيام، أو كيف تصبح مليونيرا، ربما حان الوقت لاصدار كتاب تجاري بعنوان «كيف تحصل على اللجوء في سبعة أيام» فمن المؤكد أن مثل هذا الكتاب سيحقق مبيعات هائلة وإقبالا كبيرا، وسيصبح المؤلف ودار النشر من أثرياء الدنيا.
راودتني تلك الفكرة وأنا أتلقى عشرات الأسئلة من أصدقاء العالم الافتراضي حول إمكانية الوصول الى أوربا والحصول على اللجوء فيها، فقد أصبح الهروب حلم الكثيرين من أبناء المنطقة التي تدمرها الصراعات والحروب، ويهددها الموت في كل لحظة.
ومن المؤكد أن الموضوع ليس جديدا فقد عرفت البلدان العربية مكاتب مختلفة تقوم بترتيبات السفر والهجرة الى بلدان أوربا وأمريكا وكندا، وكثيرا ما استغلت بعض المكاتب أحلام الأسر العربية بوضع آمن فاستحوذت على أموالهم معللة قلوبهم بالوعود التي لم تصل حد الوفاء يوما.
وتوسعت دائرة تلك المكاتب الى عالم النت، فقبل أيام وجدت أكثر من صفحة على الفيس بوك تعنى بتقديم معلومات عن طلبات اللجوء مستخدمة عناوين مغرية مثل اللجوء الآمن بتكلفة أقل، أو الهجرة إلى أمريكا أو السويد أو كندا وغيرها من العناوين التي تسلب لُب الشاب الحالم بعالم أقل موتا وأكثر حرية.
ولست أبالغ حين أشير إلى أن العالم الافتراضي صار يعج بعلاقات عاطفية هدفها الحصول على شريك من خارج الوطن يمكن أن يساعد حبيبه على الخروج من مستنقع الموت، ولم يعد مستغربا أن نجد شبابا في العشرينات يغازلون سيدات تجاوزن عقد» المشمش» ميزتهن أنهن عازبات يعشن في الخارج كي يحصلوا على فرصة للزواج والخروج إلى الغرب الذي بات حلما للكثيرين، بينما كان هذا الامر في السابق مقصورا على البلدان المشهورة سياحيا حيث يتصيد بعض شبانها عجائز أوروبيات يأخذن بأيديهم الى بلاد الماء والخضرة والشقراوات الحسان.
الحلم بالهروب من الوطن أصبح مشروعا، لكنه يتحول إلى كابوس حين لا يتحقق أو حين يقتل صاحبه كما رأينا في أخبار الغرقى الذين هربوا من موت الوطن إلى موت آخر لا يقل قسوة وحزنا، وربما لا نحتاج إلى سبعة أيام كي يصير المرء لاجئا هاربا من الوطن. ففي ليلة واحدة يمكن أن تدق طبول حرب ما لأسباب غير قابلة للتصديق، وتحول حياة بكاملها إلى ضرب من المستحيل، وتصير فكرة بيت آمن ترفا لا يناله الا من كان ذَا حظ عظيم.