لسنا للبيع

1٬277

د.علي الشلاه/

قبيل وفاته بأشهر إستقال رئيس تحرير جريدة النهار اللبنانية، الشاعر الكبير انسي الحاج، من عمله الذي يتقاضى عنه راتباً خيالياً في عرف الصحافة العربية هو 17000 دولار، وسبب الإستقالة هو كثرة الكتاب مدفوعي الأجر الذين يكتبون في النهار والذين أصابوه بالإحباط والمرض العضال في قلبه الرقيق الشفاف.
سفارات عربية معروفة بشراء الذمم اشترت غالبية الكتاب الذين يكتبون بجريدته، حتى صار يعدد لمدير التحرير عنده قائلاً:
هذا مقال مأجور والثاني مباع والثالث مشبوه والرابع عميل.
هذه المقالات المباعة للسفارات هي التي قتلت أنسي الحاج، وهي التي قتلت الصحافة العربية، حتى لم يعد مهماً ان تعرف ماذا يكتب بعض الكتاب، لأنك تستطيع اكتشاف ذلك لمجرد معرفة أين يكتبون، فهم أوان مستطرقة يأخذون شكل الإناء الذي يوضعون فيه، وهذا ينطبق على بعض كتابنا واعلاميينا الذين صاروا يكتبون عن العراق بعيون السفارات التي تدفع وتشتري وتبيع، حتى وان كان بعضها حديث عهد بالعراق.
لكن غالبية الاعلام العراقي يعرف اتجاه البوصلة، ولا يخطئ في فهم الوطنية ولديه في الاعلام العراقي ومكافآته القليلة، وربما المعدومة، شرفاً لا يملكه أؤلئك الذين يكتبون للسفارات ويمدحون ممولي داعش، وان سبوها في الظاهر.
رحم الله الشاعر انسي الحاج ولعن السفارات التي تدفع، وداعش التي تمدح، والكتاب الذين يقبضون.