مؤازرة بالنَّدب..؟!

160

رئيس التحرير سرمد عباس الحسيني/

قيل.. إن كلمة وزير قد اشتقت من كلمة وزر، والوزر هو الحمل الثقيل الشاق. وقيل أيضاً إنها مأخوذة من الوزر.. أي الملجأ، أو أنها اشتقت من الأزر، والأزر هو الظهر.
القصتان أعلاه اشتركتا بذات أحرف كلمة (أزر-أرز)، واشتراكهما (بالماء) كأساس لنتيجة قصتيهما، فالأولى ارتبطت بخلاص ونجاة (موسى) و(هارون) وقومهما من بطش (فرعون) عبر البحر، والثانية ارتبطت بزراعة الأرز المعتمد على الاستغلال الأمثل لمياه زراعته بعلمية قللت من هدره الذي عبر بهم إلى بر الإنتاج المضاعف.
فالماء كان أساساً ونتيجة لقصتين أديرتا بمهارةٍ لمن استطاع إدارة ملف أزمته أو مشكلته بنجاح. واذا ما بنينا ختام موضوعنا على (ماء) الأرز في قصتنا الثانية، كونه الأقرب لنا تاريخياً والمرتبط بكوارث التغيير المناخي وشحته وزيادة عدد سكان العالم وحاجتهم الملحة للطعام، سنعي أهمية أن يكون لهذه الثروة وزير نشد به أزرنا، ونشركه في أمرنا، ولنشكر بعدها ربنا، بعد نجاح وزيرنا في وضع خطط وأفكار للارتقاء بمستوى الحفاظ على هذه الثروة من الضياع والهدر، فما عادت في هذا العالم أشياء تقدم بالمجان، إلا الله سبحانه وتعالى يمنّ على عباده بالرحمة والخير بالمجان، وليمنّ على بلدنا بأمطار خير غزيرة بعد أن شح الجيران عنا بروافد نهرينا، ورفعت منسوب مياههما والأهوار بنسبة لا بأس بها، وذهب سواده الأعظم أدراج الهدر.. حسب تصريح وزير مواردنا المائية !!
وليضيف بعد ذلك.. إذا ما بقي الحال على ما هو عليه (أعلاه) فان بلاد الرافدين ستتحول إلى بلاد القناتين (أي الجافتين)!!
شكراً ياوزيرنا على هذا التصريح المحبط، فنحن هنا لا نحتاج إلى من يزيد أوجاعنا المرتبطة بسرمدية أحزاننا منذ بدء قصة الخليقة المرتبطة بالماء أيضا، بل نحتاج إلى من يستنبط لنا حلولاً نمنع فيها هدر الماء، ونزيد فيها غلّة الغذاء، وإن كانت الدول بعمومها تبحث عن مصالحها المرتبطة بأمنها القومي السياسي والاقتصادي وفق ما تعتقده مشروعاً، ومنها استغلال ثروتها المائية، وجب علينا أن نفكر بذات الطريقة من البراغماتية السياسية المرتبطة بأمننا القومي في عالمٍ تحكمه المصلحة.. حسب (ديغول).
فقضية شح مياه بلاد الرافدين وجرس إنذار جفافه باتا ينذران بكارثة مستقبلية وسط عالمٍ يعيش أساساً مشكلة نقص الموارد المائية، لذا يتوجب علينا التفكير بحلول مواجهة تلك الأزمة بمنظومة عملٍ سياسية واقتصادية متكاملة.
ومن ناحية ثانية يتوجب علينا طرق أبواب المحافل الدولية الخاصة بالدول المتشاطئة، أو حتى التلويح بالورقة الاقتصادية، وميزانها التجاري الذي يصب لصالح غيرنا بعشرات المليارات، وربما ضرر مصالحهم يمكن أن يكون لمصلحتنا إذا ما أحسنا لعب هذه (الورقة) والمناورة بها فأوراق الضغط، أياً كانت، اساس العلاقات السياسية الدولية، التي تحتاج إلى لاعب ميكافيلي يجيد اللعب بورق المصالح، وليس إلى نوائح ونوادب على أطلال النهرين.. لا سمح الله.