محمد دكمة في ضيافة ميركل

697

أزهر جرجيس/

آخر الأخبار الواردة من ألمانيا تفيد بأنّ المدعو محمد دكمة قد عبر البحر المتوسط وبات في أحضان العمّة ميركل. أخبرني أحد الأصدقاء الذين وصلوا مدينة ميونخ مؤخّراً بأنّ شخصاَ قصير القامة، مُكوّر الشكل، يشبه الى حد بعيد الفنان المصري وحيد سيف، كان قد عبر بحر ايجه سباحة على الظهر. يقول بأنّ هذا المُدعبل لم يدفع فلساً واحداً منذ أن غادر بلاد الأنبياء والأولياء والصالحين في الطرف المشتعل من الأرض حتى وصل الى بلاد الكفّار والزنادقة في الضفة الهادئة من المتوسط.
كيف وصل؟! لا أدري. لم يخبرهم بخطته الجهنميّة للوصول المجّاني، لكنّه وبحسب شهود عيان، كان يحتفظ بخارطة ورقيّة يدسّها في سرواله الداخلي ويقود بها رهطاً من المراهقين الذين ينادونه بلقب: استاذ. يقول بأنّه أوصلهم الى برّ الأمان، وبعدما اطمأنّ عليهم قدّم أوراقه الى السلطات الألمانيّة كطالب لجوء، وبعد عشرة أيّام فقط حصل على حق اللجوء والأقامة فيها. كان الملعون قد أخبرهم في التحقيق بأنّه قد فرّ من العراق لأنّ حياته في خطر. قال للمحققة الشقراء بأنّه مهدّد بالقتل بسبب حبّه المفرط لزنّوبة الحمرة ومرابطته أمام بيتها على مدار الساعة. سألته هل هي جميلة؟ قال نعم، ترعط رعط. قالت ماذا تعني؟ قال يعني تشرم شرم. قالت ماذا تعني؟ قال يعني تشُك شك. قالت ويحك، لم أفهم، دعك من هذه اللغة الغريبة وقل لي تشبه من حبيبتك؟ قال: هي لا تشبه أحداً، ولكن يشبهها القمر قليلاً، وربما ستشبهينها أنت لو خلطنا معكِ باريس هاملتون وشويّة عسل.
تعجّبت المحققة لدكمة كيف يصف جمال حبيبته، فقالت: طيّب، كيف فرّطت بحبّ عظيم كهذا، وتركتها وهربت؟ قال تالله لم أفرّط بها، ولم أبتعد عنها، فأنا هناك. قالت أين؟ قال هناك على عتبة باب زنّوبة، قلبي هناك، عقلي هناك، دمي يجري هناك أيضاً. ثم كشف دكمة عن صدره وأمسك بيد المحقّقة ووضعها على جهة قلبه، وقال أتحدّاكِ أن تسمعي له صوتاً هنا، أتحدّاكِ، وشرع بالبكاء.
وبعد عشرة أيّام جاء الرد. تسلم دكمة مظروفاً مغلقاً، فيه قرار مختوم من دائرة الهجرة الألمانيّة “Der Antrag ist zulässig” وتعني طلبك مقبول. وفي نهاية القرار كُتبت الأسباب الموجبة لمنحه حق اللجوء: “مضطهد عاطفيّاً.. حبّ فوق العادة.”
طبعاً چذّاب دكمة.. زنّوبة تزوّجت فاضل خيسة من زمان بعدما أيّست منه. المهتلف چان مخلّصها حبّيات فارغة وهو ما لاكي ياكل!