مستقبل المنطقة .. بين الرياض وطهران

622

د. علي الشلاه شاعر بابلي /

لا مناص من التسليم بحقائق التاريخ والجغرافيا والكف عن محاولة إلغائهما بدعم أميركي او غيره، فقد كلفتنا، عرباً ومسلمين، أثماناً باهظة منذ السبعينات حتى اليوم.
ويبدو أن التنافس الإقليمي، مؤثثاً بطائفية مقيتة، قد أودى بعشرات آلاف الضحايا ومليارات الدولارات وتصاعد خطاب الكراهية إلى أعلاه .
لقد حققت العقود الماضية من التناحر كوارث متعددة الأبعاد وحولت صورة العرب والمسلمين إلى أسوأ صورة في عيون العالم، وحتى في عيون أبنائهم، ولم تحقق أية دولة من دول المنطقة غاياتها إلا إسرائيل المنتفع الرئيس من أي خلاف ينشب أو فتنة تشتعل في بلاد المسلمين.
وبعد كل ذلك وغيره، لابد من التوقف والتساؤل لماذا وإلى أين؟ وهل ينبغي أن نستمر بهذه الطريقة الجنونية بمعالجة الأمور حتى بعد رؤيتنا لنتائجها المزرية؟
إن التمسك بالعزة بالإثم، وتوهم إمكانية التفرد بالمنطقة ودفع الآخرين من الخارطة إلى البحر وعدم قبول أية وساطة وحل وسط، لا يعبر عن حكمة سياسية بل قلة خبرة في الأداء السياسي ومعرفة أن الطرف الآخر سيستمر بما تستمر به أنت إن لم تصل معه إلى قواسم مشتركة، ولذا استغرب أن تنفي الحكومة السعودية أية مباحثات أو وساطات مع الحكومة الإيرانية وكأنها تنتقص من استقلال السعودية.
المباحثات ضرورة بين الدول المتحضرة وغيرها، ولابد من أن تتوقف فكرة أن العدو شيطان وهو مصدر الشرور جميعاً، ونحن شعوب من الملائكة خصوصاً وأن دولنا العربية العتيدة قد ألغت شيطنة إسرائيل.
لقد آن أوان إنهاء الحرائق أياً كان مشعلوها، وإذا كانت النهاية التي سيصلها الجميع، شاءوا أم أبوا، هي السلام والاعتراف بالآخر كما هو فلماذا أنهار الدماء المتصلة والخراب الاقتصادي وضياع الشعوب وإذكاء الكراهية المتصلة؟
سؤال يجب أن يجيب عليه الإخوة الأعداء.