مشروع نقدي

1٬148

كاظم حسوني/

يحتل مشروع النقد السردي الذي قدمه في الآونة الأخيرة الناقد محمد جبير، درجة كبيرة من الأهمية، بجهد شخصي متميز، اذ انشغل الرجل لأعوام وهو يعمل بأناة وصمت في رصد تمظهرات الإبداع القصصي والروائي العراقي بمختلف أطواره ومراحله، لتشخيص الخلق الإبداعي ليكون موجها لقراءة نقدية لها نكهتها ودعائمها ومسارها الخاص، للتمكن من إضافة مستوى آخر ضمن موجهات القراءة النقدية الحديثة باختلاف وتباين مذاهبها وأدوارها ومرجعياتها، للكشف عن إختلاف الرؤية والمنظور التي تجلى تطبيقها في تناوله للعديد من الأعمال التي تعد محطات وعلامات مضيئة في السرد، في محاولة وضع وترسيم إضاءات جديدة في الإطار النظري والاجرائي بفاعلية سياقات  تكشف النبض الحي في لوحات السرد عبر قراءات معمقة بأدوات ناقد مجتهد، بعيدا عن أشكال القراءة النقدية الأكثر شيوعا وتداولا،  ويمكن القول أن مشروع الناقد محمد جبير يمثل حراكا نقديا مهما وهو يمد نسغه بحساسية فنية عالية لإرساء منظومة من القيم النقدية في اجراءاتها  التصورية والتحليلية،  عبر تطبيقاته لنماذج من الأعمال الروائية التي اصدرها في كتب منفردة، مثل ( دراسة في رواية شبيه الخنزير / وارد بدر السالم ) و(دراسة في خان الشهابندر / محمد حياوي ) و( مقاربات نقدية / عن أدب فؤاد التكرلي) و( قراءة في رواية ضجة في الزقاق / للراحل غانم الدباغ )، وكتب أخرى. وغير خاف على ذائقة المثقف تلمس عمق نبرة الخطاب الفني، وتباين المنطلقات في كتابات محمد جبير، سعيا منه لخلق ذائقة أخرى فيها يغيب عن أفق المتلقي الفهم الوظيفي في تقييم المتن السردي العراقي ضمن الأطر والحدود السائدة بمنظورات النقد. ليمثل مشروعه النقدي عتبة أولى حية وفاعلة أكثر انفتاحا وأكثر اتساعا لتجاوز حدود سكونية الرؤية النقدية.