مصدر مجهول

808

#خليك_بالبيت

نرمين المفتي /

كتبت في الحيّز نفسه لعددين متتاليين؛ عما يرتكبه الإعلام ضد العراقيين، سواء الإعلام الأجنبي أو العربي والعراقي الخاص الممول، الذي قلّما يكشف أصحابه عن الممولين، وفي الحقيقة كتبت كثيرا عما أسميه بـ (الإرهاب الإعلامي) سواء داخل العراق أو خارجه، وحين كانت السلطات الرقابية تعاقب هذه المؤسسة أو تلك، انبرى من يدافع عنها، كل حسب أجندته مما ساعد هذا الإعلام في محاولاته للتأثير على الرأي العام العراقي والعالمي لاستمرار الفوضى، ولم يتوقف مسؤول أممي للإشارة إلى هذا الإرهاب الخطر الذي لا يختلف عن الإرهاب المسلح أو الفساد وأحياناً يتفوَّق عليهما كما فعل د.أدهم إسماعيل، ممثل منظمة الصحة العالمية في العراق وهو يرد على تقرير وكالة رويترز الذي شكّكت فيه بالإحصائيات الرسمية بشأن أعداد المصابين بكورونا في العراق، وبعد أن وجّه تحية إلى الإعلام العراقي الذي وقف وقفة أبطال، حسب قوله في حوار متلفز، أضاف أن هناك حملة ممنهجة ضد العراق في الإعلام العالمي، وعلى الإعلام العراقي أن يتصدّى لها.
شخصيا وقبل نداء اسماعيل، كتبت المنشور التالي بالعربية والإنكليزية في مواقع التواصل الاجتماعي عن تقرير رويترز بعد تداوله من خلال شبكات الأخبار والفضائيات “وكالة أنباء بحجم رويترز المفروض أنّها تتأكد من الخبر أو التقرير الخبري قبل نشره، إنما تعتمد على ثلاثة أطباء ومسؤول في وزارة الصحة وسياسي كبير في نشر خبر تُكذّب فيه خلية الازمة -٥٥ أو السلطات الصحية بخصوص عدد حالات الكورونا في العراق الذي هو٧٧٢ لغاية يوم أمس (نشرت رويترز التقرير يوم الخميس ٢ نيسان)، مع نشر التقرير الخبري، دون أخذ رأي ممثل منظمة الصحة العالمية الذي يراقب عمل السلطات الصحية العراقية، تصرّف لا يليق بها وإن كانت (فشلت) في الوصول إلى الناطق الرسمي لوزارة الصحة فإنّها لا تفشل في الوصول إلى ممثل WHO في العراق أو إلى المنظمة في مقرها لإضفاء المصداقية على خبرها..
وقطعا من حق رويترز أن تحتفظ بمصادر أخبارها، ولكن كصحفيّة لـ٣٨سنة، أعرف أنْ ليس من الأسهل نسبة الخبر لـ (مصدر طلب عدم الإشارة إلى اسمه) لا سيما في الظروف العراقية حيث يخشى الكل بعضهم، وعليه فإنّ أي خبر لمصدر اشترط عدم ذكر اسمه يكون مقبولاً خارجياً وداخلياً غالباً”. انتهى المنشور، ولا بدّ من الإشارة إلى أن (المصدر المجهول) ارتكب الكثير ضد العراقيين من فبركة (وثائق) وتصريحات غير مسؤولة، وفي دولة ديمقراطية وتحترم حرية الإعلام، فإنّ أي صحفي ينشر خبراً يهدّد الأمن القومي الامريكي، سيُحال إلى التحقيق ويرغم على كشف (مصادره السرية)..لا بدّ من الانتباه إلى محاولات دس السم بالعسل الإعلامية، لا بد.

النسخة الألكترونية من العدد 357

“أون لآين -2-”