في تسعينات القرن الماضي، كنا نتابع مباريات الدوري الكروي العراقي يوميا دون كلل او ملل، بسبب حماستها وقوتها، والفنون الكروية التي يقدمها اللاعبون من خلالها، سمفونيات ترسم على أديم المستطيل الاخضر. استمر عطاء اللاعبين والمتعة داخل الملاعب العراقية لغاية 2007، بعدها دخلت التقنيات الحديثة على كرة القدم حتى أصبح اللاعب العراقي (يمشي) على طرف الأصابع برغم العقود الخيالية التي تدفعها الأندية. كرة القدم العربية والآسيوية تطورت بينما كرتنا عادت الى الوراء.. أموال طائلة تصرف دون أية نتيجة والدليل تراجع تصنيف الكرة العراقية، قبل أيام تابعنا مباراة منتخب نجوم العراق وتركيا على أديم ملعب الشعب الدولي، وهي مباراة استعراضية الهدف منها رفع الحظر عن العاصمة بغداد، وبرغم الأعمار الكبيرة للاعبينا الذين تجاوز القسم الأكبر منهم سن الاربعين إلا انهم قدموا مباراة رائعة من حيث السيطرة على الكرة واللعب المنظم الذي يذكرنا بعقدي الثمانينات والتسعينات من القرن المنصرم، فالكرة العراقية حاليا لاتعرف على اي طريق تتجه بعد ضياعها في بحر الانتكاسات العربية والآسيوية، بل أصبحت منتخباتنا الوطنية طريقا سهلاً لعبور المنتخبات الأخرى، والسبب الرئيس يكمن في عدم أهلية اتحاد الكرة العراقي في قيادته للدفة الكروية واختياره الخاطئ للكوادر التدريبية وحتى اللاعبين، أمور كثيرة اجتمعت وأطاحت بكرتنا، لاسيما السنوات القليلة الماضية، فبدلا من الالتحاق بسرب المنتخبات المتطورة مثل المنتخبات، المصري والمغربي والسعودي التي ستلعب في نهائيات كأس العالم في روسيا بعد شهرين، أصبحنا نتغنى ونطرب لأيام جيل الثمانينات عندما تأهل منتخبنا الوطني الى كأس العالم 1986 … لاندري متى نتأهل بهذا الجيل الذي يبحث عن العقد المليوني، وليس عن سمعة الكرة! العلم عند الله والباحثين في الشؤون الكروية!.