ومحَونا داعش من التاريخ والجغرافيا

1٬004

د. علي الشلاه/

بتحرير منارة الحدباء وجامع النوريّ في الموصل العائدة الى البيت العراقي الكبير على أيدي قواتنا وقادتنا من الجنود والشرطة والآمرين والمحتشدين الأبطال، بهذا التحرير الشرعي انتهت الخلافة غير الشرعية للإرهابي أبي بكر البغدادي في مثل يوم إعلانها قبل ثلاثة أعوام تماماً في الجامع الذي فجّره البغدادي نفسه في تصرف يعكس عقليته التملّكية العفنة البعيدة عن المقدس بُعد داعش عن الإسلام ، قبيل لجوئه إلى حفرة جديدة كحفرةِ طاغيتهِ الهارب صدام بطل الهزائم والحروب غير المبرّرة وغير الشريفة . لقد أبلى العراقيون العظماء أفضل بلاء عرفته الإنسانية عندما وقفوا، من دون تردد ولا ارتباك وبرؤية ثاقبة، وعرفوا الحقّ فكانوا أهله الشجعان، لم يُخطئوا البوصلة ولم يتوهموا الاتجاه وكانوا الأصبرَ والأجلدَ والأكرمَ والأسمحَ والأصدقَ في ساعة فقد فيها الحلم والحق كثيرون كانوا يهرولون الى الذبح والقتل بتبريرات شتى كلها أضغاثُ أحقادٍ وشهواتُ كراسٍ اندثرت مع أول أذان نصرٍ وعيد. سيختلف كثيرون ويؤول آخرون، لكن الحقيقة الدامغة التي لن يتجاوزها الراوي والرائي هي أننا أزَلنا دولة الخرافة من التاريخ ومن الجغرافيا وفتحنا الأفق بلا ذبّاحين وحرّرنا الإسلام السمحَ العظيم من مختطفيه الذين لفظتهم كلّ بقاع المعمورة وتجمعوا كسَيلِ جرادٍ أسود على قمحنا وتمرِنا، فما وجدوا فينا إلا الصبر على المكارِه والارتباط بأقدم حضارة وأنبل سلالة هي سلالة الرافدين الجامعة. أيها اللاهثون وراء سؤال المستقبل اطمئنوا، العراق قادم واحد منتصر والذي حرر الوطن قادر، من دون ريب، على حفظ وحدته وتمام بنيانه. اللّهم شكراً وألف صلاة ودعاء لكل من حمل العراق إلى الموصل وحمل الموصل إلى العراق.