وهل أتاك خبر مرحاض الدقنان؟!

363

جمعة اللامي /

“هناك متهورون يفضلون ـ بدلاً من أن يخشوا تهورهم- أن يستمدوا منه بعض الكبرياء.”
(تريستان برنار / روائي فرنسي)

هذا إذا ما كان كلام الجاحظ عنه في “البخلاء” صحيحاً. أما “جاك سيم” كبير منظمي تلك القمة، فأمره مختلف، فهو كان وراء الدعوة لتلك القمة، واستطاع أن يحشد (160) أكاديمياً وفنياً ومهندساً ومختصاً، مثّلوا أكثر من (15) دولة، لإعطاء ذلك اللقاء الأُممي المراحيضي أهميته التاريخية.
ولقد فشل صاحبي غريب المتروك في العثور على اسم دولة عربية تهتم بثقافة المراحيض، إلى جانب دول أخرى مثل أميركا، روسيا، اليابان، فنلندا، ألمانيا، تايلند، وسنغافورة، أو تتبارز مع الصين في الاهتمام بالمراحيض، حيث وضعت هذه الدولة التي تتراجع عن الحكم الشمولي، “ستراتيجية مراحيضية” على أمل تحسين سمعتها الدولية.
وشيدت الصين – على طريق تنفيذ تلك الستراتيجية – (700) مرحاض، بتكلفة تجاوزت (30) مليون دولار، وعمل المختصون الصينيون على تشييد (400) مرحاض جديد، في إطار الاستعدادات التي جرت على قدم وساق لاستضافة دورة أولمبياد سنة 2008.
الصين في هذه الستراتيجية تقف إلى جانب “جاك سيم” الذي يقول: “إن تشييد مراحيض جيدة، وصحية، ونظيفة، وصديقة للبيئة، يُعدُّ واحداً من أكثر الموضوعات إثارة للاهتمام في الألفية الجديدة، باعتبارها ترتبط بكل قطاعات الحياة، وفي مقدمتها السياحة والاقتصاد والبيئة والصحة.” ومن اللافت في هذا الصدد، أن الصين، البلد الذي يتخلص تدريجياً من قيود الحكم الشمولي، وضعت وزاراتها لشؤون الصحة، والبيئة، والعلوم والتكنولوجيا، والشؤون المدنية، في حال استنفار قصوى، لإنجاح تلك القمة.
ولا توجد إحصائية عن نقصان المراحيض في البلدان العربية، بينما تقول الأمم المتحدة، إن أرقاماً فلكية من سكان كوكبنا يعانون من عدم وجود مراحيض ملائمة، وأن ثمة ستراتيجية لتقليص هذا العدد إلى النصف سنة 2015.
نبهني غريب المتروك:
ـــ “وماذا من أمر الدقنان؟ الا يأكل؟”
قلت: “كان أبو يعقوب الدقنان يقول: ما فاتني اللحم منذ ملكت المال، وكنت إذا ما حلّ يوم الجمعة أشتري لحم بقر بدرهم، وأشتري بصلاً بدانق، وباذنجان بدانق، وقرعة بدانق ثم الجزر وبقية الخضراوات، وتوضع هذه كلها في قدر، ثم تطبخ على نار هادئة، وفي يوم السبت يثرد الخبز بالمرق. والأحد للبصل. والإثنين للجزر، والثلاثاء للقرع. والأربعاء للباذنجان. أما الخميس فهو للحم!”
وهكذا ترى – يا صديقي غريب- أن أبا يعقوب الدقنان يفكر في بطنه وكيسه وينسى، أو يتناسى، وجود مرحاض صحي وصديق للبيئة في منزله!