2016 عام الاسود

1٬282

نجاح المنتخب الأولمبي العراقي بالتأهل الى ريو دي جانيرو بما يحمله من مضامين وطنية، ورسم الفرحة على كل بقاع أرض العراق، هو خط البداية لما يجب عليه أن يكون العمل الصحيح، خاصة ان التجربة الجديدة، أكدت نجاحا لافتا في صيغة التعاون المثالي بين اللجنة الأولمبية واتحاد الكرة في تهيئة واعداد وتحضير هذا المنتخب، وتوفير كل مقومات تحقيق مهمته الذهبية بإمتياز، فالاسود كانوا يستحقون المركز الأول نتيجة المستويات الرائعة التي قدموها على اديم ملاعب قطر، سيما مباراتهم أمام المنتخب الياباني التي تفوقوا فيها على (الكومبيوتر).. الا ان الحظ لم يحالفهم في استغلال الفرص ليدخلوا المباراة العصيبة والتأريخية أمام الاولمبي القطري ليقدموا درسا كرويا يعلن عن تأهلهم والالتحاق بالمنتخبات العالمية في اولمبياد البرازيل صيف العام الجاري، فالانتصارات العراقية التي تَجلبها الرياضة وفي مقدمتها كرة القدم هي البلسم الشافي لجراحاتنا اليومية، فبعد التأهل الغالي الى ريو دي لابد من دعم هذا الفريق من أجل الظهور بمستوى مشرف، خاصة ان المنتخبات العالمية التي ستشارك في النهائيات الاولمبية أعدت العده لمثل بطولات مهمة كهذه، حيث يتوجب من الاولمبية الوطنية العراقية ادخال الفريق في معسكرات تدريبية عالية المستوى وفي بلدان متطورة بكرة القدم مع أقامة المباريات التجريبية من أجل ظهور الأسود بمستوى عال وأعادة الانتصارات والافراح لعام 2004 عندما استطاع الأولمبي العراقي ان ينال اعجاب العالم باسره بعد النتائج الرائعة التي حققها الاسود باحتلالهم المركز الرابع، ليكمل بعدها نفس الجيل باحرازهم كأس اسيا عام 2007، اليوم نتمنى من القائمين على الرياضة العراقية ان يدعموا هذا الفريق الفتي الذي سيسطر الانجازات، وهو ما يُحتم اعتماد فلسفة إعداد مميزة تُساير مكانة الاستحقاق العالمي، آخذين بنظر الاعتبار ضرورة إيجاد الحلول المناسبة لحالات الوهن التي رافقت فريقنا في المواجهات الماضية، ولا شك ان لدى منتخبنا المزيد من الإبداع، الذي يَمكن أن يُفصح عنه في ريو دي جانيرو في حال توافرت له فرص تأهب جيدة، بل ان هذا الفريق يمكن ان  يمثل العراق في نهائيات أمم اسيا المقبلة لما يضم من مواهب كروية باستطاعتها العودة بالكرة العراقية الى الواجهة الأمامية وتسيد القارة الصفراء.