عبدالله بن عبدالله العبدالله. !!
جمعة اللامي/
“أكبر المحيطات في العالم،
يتكون من قطرات صغيرة من الماء”
(مثال هندي)
متى يصل المواطن العراقي عبد الله بن عبد الله العبد لله، إلى مستوى “السيد صادق خان”، في وطنه العراق؟! هذا سؤال بديهيّ حقاً، بيد أن الإجابة عليه تقتضي عقلاً راجحاً، وإرادة تليق بإنسان يعرف حقوقه وواجباته.
أما “السيد صادق خان” هذا، فهوعمدة مدينة لندن حالياً.
وهذا المنصب ـ أي منصب عمدة لندن، هو أهم من أية حقيبة وزارية، لأنه يلخص تاريخ لندن، هذه العاصمة العالمية الكبرى، وتاريخ المملكة المتحدة كله، الذي حمله صادق خان “ابن سائق سيارة أُجرة تاكسي ووالدته خيّاطة الملابس”، عندما هاجر والده، باكستاني الجنسية، إلى المملكة المتحدة في العشرية السادسة من القرن الماضي.
في باكستان، وفي بلدان الشرق عموماً، هناك أكثر من أُنموذج “السيد صادق خان” بمؤهلاته، وصدقه، ونبالة أهدافه، ووعيه، لكنه محكوم عليه بعدم التقدم، ولو خطوة واحدة، نحو أن يكون “المواطن المناسب في المكان المناسب” ، مادامت تلك البلدان، يكون التعصب القومي فيها سياسة حكومية، والتشدد العنصري إرثاً مقدساً، والولاء الحزبي فوق الولاء للوطن، وتكريس شخصية “الزعيم المعجزة” بكونها النمط المطلوب لاستعادة “للسلف الصالح” في الألفية الثالثة.
ولذلك هاجر والد “السيد صادق خان” إلى بريطانيا.
ولذلك أيضاً هاجر عراقيون وعرب إلى أوروبا والولايات المتحدة وأُستراليا وغيرها، حيث وجد كثير منهم فرصته، في استثمار كفاءاته، وبناء قدراته. وخاضوا غمار تجارب حياة جديدة في بلدان غير بلدهم الأول، وضمن ثقافة غير ثقافتهم الوطنية، فحققوا نجاحاً مؤكداً!.
لماذا حدث ذلك؟
لأن “السيد صادق خان” الحالي، عاش منذ أن تعلم قول كلمتي “بابا وماما” في روضة حديثة، ومدرسة متقدمة، ومجتمع يحترم حقوق الطفولة وحقوق الإنسان عموماً، فتيسَّر أمامه ما هو صعب وشاق، فشقَّ طريقه نحو النجاح والفوز والسعادة.
وإذا كنا نريد للمواطن العراقي عبدالله بن عبدالله العبدالله، أن يبزَّ “السيد صادق خان” في بريطانيا أو في غيرها، فما علينا ـ مجتمعاً وأفراداً ـ إلاّ أن نؤمن ونقتنع بحقوق هذا المواطن العراقي قولاً وفعلاً، وأن يتقدم هذا المواطن لانتزاع حقوقه انتزاعاً، بالعلم والمعرفة والعقل والولاء للوطن.