block out 2024
نرمين المفتي/
إن اجتياح المظاهرات والاعتصامات الجامعات في العالم الغربي، التي بدأت من إحدى أعرق الجامعات الأميركية، وهي جامعة كولومبيا، دليل واضح على نجاح غزة في إيصال صوتها وصوت فلسطين نحو التحرير
غزة.. التي تواجه حرب الإبادة التي يرتكب خلالها الجيش الصهيوني جرائم ضد الإنسانية منذ ثمانية أشهر، أيقظت ضمير العالم، هنا أقصد الشعوب وليس الحكومات. إذ أصبح الإعلام الموجّه لتضليل الرأي العام العالمي عاجزاً أمام كاميرات الهواتف المحمولة التي ينقل من خلالها الصامدون في غزة يومياتهم الموجعة، ويكشفون كذب ذريعة “الدفاع عن النفس” التي طالما تشدق بها الكيان الغاضب والداعمون له.
إن اجتياح المظاهرات والاعتصامات الجامعات في العالم الغربي، التي بدأت من إحدى أعرق الجامعات الأميركية، وهي جامعة كولومبيا، دليل واضح على نجاح غزة في إيصال صوتها وصوت فلسطين نحو التحرير، وبرغم محاولات الضغط على الطلبة، إلا أنهم استمروا في إدانة الحرب، وطالبوا بتوقف جامعاتهم عن مشاريعهم المشتركة مع مؤسسات الكيان. وفعلاً نجحوا في العديد من الجامعات، سواء في أميركا أو أوربا. فقد بدأ الناشطون منذ الأسبوع الأول من أيار الجاري، الحملة التي استخدمتها عنواناً للمقال بمقاطعة المشاهير والمشهورات من نجوم العالم في مختلف المجالات، الذين إما أنهم استمروا صامتين بشأن ما يجري في غزة، أو أنهم قاموا بإعلانات للشركات الداعمة للكيان.
تنفذ المقاطعة على مواقع التواصل الاجتماعي بحظرهم، وليس إلغاء متابعتهم فقط، ما سوف يتسبب بخسارتهم ملايين الدولارات. يقول المخططون للحملة إن المتابعين أساس ثروات هؤلاء، ولابد من معاقبتهم. وفُتحت للحملة صفحات على منصات التواصل الاجتماعي تعرض مباشرة عدد المتابعين الذين يغادرون صفحاتهم كل ثانية، فللمثال وليس الحصر، فإن (سيلينا غوميز) فقدت نحو مليون ونصف المليون متابع في ثلاثة أيام، وفقدت (كيم كارداشيان) العدد نفسه تقريباً في الفترة نفسها.
وبدأ ناشطون عرب ينادون بمقاطعة مشابهة للنجوم والمؤثرين الذين ينتمون إلى مختلف الدول العربية، الذين استمروا صامتين وكأنهم لم يسمعوا بما يجري في غزة، فهل سوف ينجحون؟ أتمنى ذلك، إذ إن غالبية هؤلاء يستحقون المقاطعة. وبعيداً عن حملة مقاطعة النجوم، وصلت خسائر الشركات الداعمة للكيان إلى مليارات الدولارات، فقد أظهر جدول نشرته وكالات الأخبار أن أعلى نسبة للمقاطعة في المنطقة العربية جاءت من الأردن ومصر والمغرب، بينما جاء العراق متأخراً مع الأسف.