أكثر من 22 مليون نخلة.. العراق في المرتبة الرابعة عالمياً بإنتاج التمور

203

إعداد / الشبكة العراقية

تعد التمور إحدى أهم وأقدم الفاكهة المرتبطة بالشرق الأوسط، خصوصاً في العراق، الذي يعد أقدم مواطن زراعة النخيل في العالم. وللتمور فوائد جمة، وذلك لاحتوائها على كميات وافرة من الفيتامينات والمعادن ومضادات الأكسدة، كما يُمكن استخدامها بدلاً من السكريات الصناعية.

يوجد في العراق 627 صنفاً زراعياً من التمور منها نحو 50 صنفاً تجارياً، أشهرها: (البرحي، والمكتوم، والبريم، والإخلاص، والشويثي، والبربن، والحلاوي أو الأبيض أو الشيشي، والخستاوي، ومندلي، والتبرزل، والسلطاني، والعمراني أو أسطه عمران، والشكر)، وغيرها الكثير من الأصناف، التي تعد من أجود أنواع التمور في العالم .
يدخل التمر ونخيله في العراق، في الكثير من الصناعات، منها ما يمكن القيام به داخل البيوت أو المعامل الصغيرة ولايحتاج إلى رأسمال كبير أو أيد عاملة كثيرة.
تاريخياً، يعد العراق من رواد المنتجين والمصدرين للتمور في العالم، إذ تنتشر زراعة النخيل اقتصادياً في 13 من أصل 18 محافظة.
وعادة ما يجري حصد التمور في أواخر شهر آب وحتى منتصف تشرين الثاني، حسب الصنف والظروف المناخية ومرحلة نضج الثمار، أما عملية التصدير فتبدأ في منتصف أيلول من كل عام وتستمر نحو أربعة أشهر.
يصدر العراق مئات الآلاف من الأطنان سنوياً إلى الدول العربية والأوربية، بإيرادات مالية تبلغ مئات الملايين من الدولارات، وتفيد إحصائيات منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (فاو)، بأن العراق جاء في المرتبة الرابعة عالمياً في إنتاج التمور للعام الماضي 2023.
ويمر النخيل العراقي الآن بأفضل أوقاته، وذلك من خلال التوجه نحو زراعة غابات نخيلية عن طريق الاستثمار الزراعي، وقد تولى الكثير من المؤسسات زراعة أصناف جديدة وعالية الجودة من التمور، حسبما تشير إليه وزارة الزراعة، التي تؤكد أن أعداد النخيل تقدر اليوم بأكثر من 22 مليون نخلة، ما يعني إنتاجاً وفيراً من التمور.
للعراقيين طقوس وطرق كثيرة لجني وحفظ التمور وتخزينها، فعندما تنحني الأعذاق بفعل ثقل عناقيد البلح، يبدأ متسلقو الأشجار عملهم مع بزوغ الفجر تفادياً للحرّ الشديد في الساعات المتقدمة من النهار، إذ يستخدمون أذرعهم للدفع بأجسادهم المعلّقة بحزام مربوط بحبل بجذع الشجر يسمى (التبلية).
ومن طرق تخزين التمور عند العراقيين، وضع مادة حافظة للحفاظ عليها من التلف أو إصابتها بالديدان الضارة، وذلك لتهيئتها وبيعها لتجار التمور.
في المائدة العراقية، لا يمكن الاستغناء عن التمر، ولاسيما في أول أيام نزوله إلى الأسواق. وأهم ما يميز التمر أنه يدخل في العديد من الأكلات العراقية، كما أن طعمه الحلو لا يمنع من صنع بعض الأطعمة الحامضة، لذلك نجده في أنواع مختلفة من المأكولات، وفي المعجنات يضاف إلى طبق (الكليجة) الشهير عند العراقيين، كما يمكن أكله كوجبة أساسية في كل الوجبات، كما أنه يؤكل بعد قليه بقليل من الزيت البلدي مع الرز بالعدس.
كنظرة مستقبلية، يتوقع أن يستمر العراق في الحفاظ على مكانته كأحد أبرز منتجي التمور في العالم، بشرط أن تتخذ الحكومة خطوات فعالة لحماية وتعزيز هذا القطاع، خاصة من خلال التغلب على التحديات المتعلقة بتغير المناخ وإدارة الموارد المائية.