أنا أصدِّق العلم.. صفحة علمية تطوعية تحتضنها جامعات العالم

1٬107

آية منصور/

“انا أصدّق العلم”.. صفحة اخترقت جدران العوالم الافتراضية، لتصبح اليوم الأولى في نشر العلوم وتفرعاتها. صفحة “أنا أصدّق العلم” لمؤسسها أحمد الريس، استطاعت أن تغني العالم العربي بآلاف المعلومات العلمية، ولتصبح مصدراً مهماً وموثوقاً لعدد تجاوز اليوم 3 ملايين شخص.
صاحب فكرة ومؤسس صفحة “أنا أصدّق العلم” أحمد الريس يؤكد لـ”مجلة الشبكة” أن العالم العربي يعيش على نحو مستمر في حالة من الإعياء والتهالك نتيجة للتعصب والإرهاب، ولا يمكن مطلقاً التعويل على السياسة ولا على الطائفية لأنهما مصدر كل المشاكل. فكيف سيستمر العالم بغير الحقيقة؟ الجواب برأيه كان: العلم هو الحل، وهو مفتاح الحقيقة في عالمنا هذا.
– بدأت الفكرة نتيجة التعطّش للمعرفة، التي لم تكن متوفرة باللغة العربية. معظم المحتوى العربي على الإنترنت في الماضي كان أبراجاً وتخاريف، ثم جاءت “أنا أصدّق العلم” لتغيّر هذا الواقع.
نظام افتراضي بعمل واقعي
يرى أحمد الريس بفخر أن ما قبل “أنا أصدّق العلم” ليس كما بعدها في عالم الإنترنيت العربي، اذ تمكن ومجموعة من الأصدقاء عام 2011 من تأسيس الصفحة، معتمداً العمل التعاوني المشترك.
– اعتمدنا مبدئياً نشر مقالات أجنبية وأخبار علمية باللغة الإنكليزية ثم بدأنا بإضافة ملخص لكل رابط وتطورت الأمور حتى بتنا اليوم نعدّ مقالاتنا ونحررها وننشرها بأنفسنا.
يقسّم العمل داخل المنظمة إلى مجموعات عدة لها هيكلية واضحة ونظام صارم، هناك مشرفون لكل مجموعة تقترح وتراجع المقالات التي يتم اختيارها واقتراحها من قبل المتطوعين، للموافقة عليها قبل بدء العمل.
-لا نعطي أولوية لموضوع على آخر، الحقيقة أولويتنا الوحيدة.
ومهما كانت الصفحة طوعية، إلا أن هنالك عدداً من الشروط لقبول المتطوعين ومنها التحصيل العلمي والمستوى اللغوي اللذان يتم اختبارهما قبل انضمام أي متطوع للعمل داخل المنظمة، ولدى الصفحة اليوم أكثر من 1500 طلب بانتظار المراجعة.
– لدينا فريق للموارد البشرية يعمل على مدار الساعة لضمان انتظام العمل وسد أي نقص. نحن اليوم نحو200 متطوعة ومتطوع، فضلاً عمّن ينتظرون الموافقة على عملهم معنا.
مجتمع التغيير الكبير
يؤكد الريس أن الشعوب الناطقة بالعربية متعطشة لخلق التغيير، وهذا سبب وجود الصفحة التي أسست بشكل مجاني، وستبقى -كما يوضح لنا- مجانية بقوله:
-لا نقبل أن نقدّم المعرفة مقابل المال.
ولأننا جزء من عالم افتراضي، والمترجمون والمتطوعون للترجمة بالطبع لن يكونوا في مكان واحد، تُجرى الاجتماعات على نحو دائم لاستمرارية الصفحة وتحديثها عبر منصات التواصل الاجتماعي ولا سيما على صعيد الإدارة وفرق الإشراف والتنسيق.
لا شأن للعلم بالدين
تواجه الصفحة العديد من الصعوبات المتعلقة بالدين، بلغ بعضها حد الاتهام بالإلحاد والترويج له، واستهداف الأديان وغيرها، فيوضح لنا الريس بعض النقاط المهمة عن هذه الإشكاليات التي تلازم الصفحة منذ لحظة تأسيسها بالقول:
– نحن في صفحتنا هذه غير معنيين لا بالعلمانية ولا بالدين ولا بالإلحاد ولا بالسياسة، هذه الأمور لا تناقش بيننا ومَن يطرح أياً منها يُفصل من المنظمة فوراً، جئنا لنشر العلم وهذا الأمر يزعج الكثير من تجار الخرافات والمشاعر الذين اعتادوا أن يجدوا الساحة خالية لهم لتزوير الحقائق وخداع المتلقين.
يوضح كذلك أن الصفحة تحارب بشتى الطرق، لكنهم – كما يرى- يملكون ما لا يمكن للمغرضين امتلاكه، وهو الحياد في نقل الحقيقة، اذ وصل صيت “أنا أصدّق العلم” إلى العالم الغربي فكتب عنها علماء مشاهير في كل بريطانيا وأميركا، كما أجرت مقابلات مع عدد من هؤلاء أبرزهم البروفيسور لورانس كراوس والبروفيسور روبرت واينبرغ وقد كانت هذه الأصداء ممتازة، كما دخلت أيضاً في تعاون مع عدد من الجامعات الأوروبية على رأسها جامعة برلين الألمانية وجامعة غراز النمساوية للقيام بدراسات تعزز تبادل المعرفة بين الاتحاد الأوروبي والمؤسسات الأكاديمية العربية.
– سجلنا “أنا أصدّق العلم” في بيروت منذ 4 سنوات، ويحفظ هذا الترخيص حقوق المنظمة إذ يمنحها شخصية قانونية يمكنها نقل نشاطها من العالم الافتراضي إلى أرض الواقع وهذا ما نسعى إلى تحقيقه مستقبلاً فور تحقيق التمويل له.